«الكَبَد» لا يعني سوء الحظ

أن تعمل ثم تعمل، أن يأخذ الاجهاد منك كل مأخذ، أن يلازمك العناء والشقاء، هذا ما تعنيه كلمة «كَبَد» في قولة تعالى: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنسَانَ فِي كَبَد»، فقد بيَّن الله لنا أنه خلقنا في «مشقة وعناء» بحيث لا تنفك عنا ما حيينا، لكن ذلك ليس مبرراً لكي يقول أحدنا «حظي نحس»!!

أن يخلقنا الله في هذه الحالة التي لا تنفك عن المشقة والتعب، فإن ذلك لا يعني ولا يقتضي سوء الحظ مطلقًا، فقد ابتلى الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بأشدّ البلاء، وذلك بأن تموت فلذات كبده واحدة تلو الأخرى، ولم يكن بالأمر اليسير بتاتًا، ومع ذلك لم ينعت حظه بالسيئ بل قال: «إن العين لتدمع وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون».

مهما يكن حجم المصيبة التي تقع بها، وإن كان وقعُها عليك كبيراً جدًا، فلا تصل إلى درجة أن تصف حظك بـ«النحس» بل تذكر قوله تعالى «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» الذي أكّده بتكراره في قوله عز وجل: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».

أخيرًا، عملك الذي عملته ثم عملته، الإجهاد الذي أخذ منك كل مأخذ، العناء والشقاء الذي لازمك، و«الكَبَد» الذي خلقت فيه، كله سيُنسى عند الخطوة الأولى لدخول جنة المأوى.

نورة الرشيد

كلية الآداب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA