تمضي الحياة التعليمية في المدارس والجامعات بروتين متشابه في بعض النشاطات حتى وإن كان بعضها شكليًا، فيكون في بداية الدراسة أسبوع التعارف، وفيه يتعرف الطلاب وأستاذ المادة على بعضهم، ومن ثم في الأسابيع التالية تكون البداية الحقيقية والانطلاقة لعملية التعليم وتعلم المواد الدراسية.
وعندما يقارب الفصل الدراسي على النهاية يقوم أغلب أعضاء هيئة التدريس بتوجيه الطلاب لإعداد عرض لموضوع ما يتعلق بالمادة، ومن ثم يقوم الطلبة بتقديم تلك العروض وشرحها على زملائهم الطلاب، ومن خلال ذلك يقوم أستاذ المادة بتقييم عمل الطلاب كما يتسنى له معرفة مخرجات الجهد الذي تم خلال الأسابيع التي سبقت أسبوع العرض.
ذات يوم كلفنا أحد الأساتذة الأفاضل باختيار موضوع لنشرحة على زملائنا، وكان عددنا ستة طلاب، وقد تكلل العرض بالنجاح ولله الحمد، حتى أن الأستاذ المشرف طلب أن يراجعه رئيس المجموعة في المكتب، ولسوء الحظ كنت أنا من يرأس تلك المجموعة.
وعندما ذهبت إليه استقبلني بكل ترحاب وقال لي: «تفضل يا ولدي» ثم أعطاني ورقة وقال سجل بها أسماء زملائك الطلاب ونسبة عملهم معك وأعطهم الدرجة التي تراها مناسبة وسوف أعتمدها؛ الأمر الذي جعلني في حيرة من أمري، فعملت على أن أعطي الجميع الدرجة الكاملة، فرفض الأستاذ رفضاً قاطعاً، وقال إنه ليس من العدل أن يأخذ الجميع الدرجة الكاملة، فحاولت أن أبرر له المسألة فلم يسمع مني وطلب إعادة النظر في التقييم.
وبعد إعادة النظر عاودت إعطاء الجميع أكثر مما عملوا وأعطيت نفسي الدرجة الكاملة، ولكن هل كنت عادلاً في هذا التقييم! ولماذا لم يخبرنا أستاذ المادة بطريقة التقيييم هذه لكي يستعد الزملاء! في نهاية المطاف أعتقد أنني لم أظلم أحداً ولكني وُضعت في تحدٍ بيني وبين نفسي لأول مرة منذ أن دخلت الجامعة.
عبدالملك محمد القباع
العلوم السياسة
إضافة تعليق جديد