لا تقل «متى تنتهي الاختبارات لأرتاح»!

 

 

في أحيان كثيرة يصيبنا التعب والإرهاق من المتطلبات الدراسية والمذاكرة والاختبارات ومتابعة الدرجات وغيرها، فنحاول أن نخفف عن أنفسنا هذا التعب بطريقة أو بأخرى، فنلجأ إلى «الفضفضة» ومشاركة مشاعرنا وهمومنا تجاه مقرر معين أو تجاه كمية هذا المقرر أو الوقت الذي لم يسعفنا أحيانا لتلبية احتياجات هذا المقرر.

وأحيانًا أخرى نسلك مسلكًا آخر للترفيه عن أنفسنا، من خلال مشاهدة التلفاز أو اليوتيوب، أو الخروج إلى مكان مُحبب للتنزه مع أحد الأصدقاء، كل هذا بحثاً عن الراحة ورغبة في البعد قليلاً عن الأجواء المزدحمة بمتطلبات الدراسة والمذاكرة.

نحن كبشر خليط من «جسد وروح»، فالجسد خلق من تراب وهذا يعني أنه مكون أرضي، والروح مكوِّن سماوي، قال تعالى «فنفخنا فيه من روحنا»، وعليه فإن سعادة الجسد تكون من الأرض التي خلقت منها، أما سعادة الروح وراحتها فتكون بأشياء معنوية رفيعة أكثر من كونها بأشياء أرضية دنيوية.

كل الأشياء الأرضية التي تشبع رغباتنا يكون إشباعها مؤقتاً لأنها ببساطة من الأرض «فهي سعادة للجسد»، وكثيراً ما نخطئ في فهم جوع الروح فنغذي الجسد، بينما غذاء الروح في السماء في رَوح الله التي نفخها فينا، وأهم الوسائل لتحقيق ذلك صلاة وتر، دعاء، قراءة قرآن، ذكر، تتغذى فيها الروح وتطمئن وتسعد وتسكن فتمتلئ نفوسنا بالإيجابية والطمأنينة والرضا.

إن الله قد كتب لنا الجميل في أقداره، حتى وإن اجتهدتُ في أمر معين، ولكن لم تكن النتيجة مرضية، أكون على يقين إن القدر يخبئ لي هدية أجمل، فما أغلق الله عنا بابًا إلا وفتح لنا بابًا آخر، فلا نطل الوقوف على الأبواب، ولنحول خيبتنا مما لم نستطع تحقيقه هذه المرة إلى شكر وامتنان «ولئن شكرتم لأزيدنكم».

لنستقطع أوقاتاً لإشباع أرواحنا بعيدًا عن الكتب والمهام الدراسية، لنتصل بخلوات مع الله ونعيش لذتها، لنستغل مواقع التواصل الاجتماعي ونتابع الأشخاص المحفزين والملهمين بسلاسة أسلوبهم مثل الداعية مصطفى حسني، والدكتور أحمد عمارة، والدكتور سلطان العثيم، والداعية أحمد الشقيري، وغيرهم كثير.

ولنتعامل مع الضغوط بذكاء «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها» دون أن نتكاسل أو نهمل ما علينا من متطلبات وواجبات أو أن نقول «هذه هي سعتي»، ولنتأكد أن الله لم يضعنا في هذا المكان وعلى هذا الحال إلا ووضع لدينا القدرة على تجاوزه وما يزيدنا إلا قوة وإرادة ويقيناً بتوفيق من رب العالمين، وهنا يأتي المعنى الحقيقي للآية الكريمة.

لنستمتع بلحظاتنا ونسعد بهذا الجد والاجتهاد واحذروا من قول «متى تنتهي هذه الفترة لأرتاح» فتكون حياتنا عبارة عن فترات وانتظار للسعادة، لنتوكل على الله ونثق بالله العظيم ونتذكر أن الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء، أبعدنا الله وإياكم عنهم.

ختامًا، لنتذكر أن السعادة والراحة والتوفيق والرزق مستقرها في السماء، وهذا من أسرار قصة المعراج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء بعدما زاد عليه التضييق من بني قريش، فأراد الله أن يفرج عنه ويسعده ويطمئنه، أسأل الله التوفيق والراحة والسكينة والدرجات العليا في الدنيا والآخرة لي ولكم.

وجدان المطيري

كلية التمريض

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA