تعتبر حوادث السيارات أحد الأسباب الرئيسية للوفيات والإعاقات في العالم، ويتوقع أن تصبح السبب الرابع للوفاة على مستوى العالم عام 2030. أما في السعودية فتعتبر حوادث السيارات السبب الأول للوفيات، وفي إحصائية لعام 2011، قُدِّر عدد الوفيات اليومي في المملكة بسبب حوادث السيارات بعشرين حالة وفاة يوميا، وتشير الأبحاث إلى أن نعاس السائق هو أحد الأسباب المهمة لحوادث السيارات على مستوى العالم.
وقد تم إجراء دراسة حول شيوع النعاس بين سائقي السيارات في السعودية وتأثيره على الحوادث، نشرت حديثا في مجلة «حوليات طب الأمراض الصدرية» قام بها باحثون في المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم، بكلية الطب، جامعة الملك سعود، ورأس الفريق البحثي البروفيسور أحمد سالم باهمام مدير المركز.
وقد استخدم الباحثون استبانة مفصلة ومحققة لدراسة شيوع النعاس بين السائقين ومدى تأثيره على الحوادث، وأجريت الدراسة في ثلاث مناطق «الوسطى، الغربية والشرقية» على عينة من سائقي السيارات الخاصة تجاوز عددها 1200 سائق، وجمعت المعلومات للستة أشهر السابقة، وكان متوسط عمر السائقين 32 سنة.
وأظهرت الدراسة نتائج مخيفة، فقد أقر ثلث السائقين 33% أنهم كانوا على وشك الوقوع في حادث واحد على الأقل بسبب النعاس خلال فترة الدراسة «6 أشهر»، وأقر 12% من السائقين الذين وقعوا في حادث سير حقيقي أن سبب الحادث كان النعاس خلال القيادة.
نتيجة مخيفة أخرى أظهرتها الدراسة، فقد أقر ثلثا السائقين «64%» أنهم شعروا بنعاس شديد أثر على تركيزهم خلال القيادة على الأقل مرة واحدة خلال فترة الدراسة، والأخطر من ذلك أن ربع السائقين «25%» أقروا أنهم ناموا فعليا خلال القيادة على الأقل مرة واحدة خلال فترة الدراسة «6 أشهر».
وعزا أكثر من ثلثي السائقين «67%» سبب النعاس خلال القيادة إلى عدم الحصول على نوم كاف خلال ال 24 ساعة السابقة. وبعد عمل تحليل انحداري للسيطرة على الأسباب الأخرى التي قد تسبب زيادة الحوادث مثل عمر السائق، وساعات القيادة والمستوى التعليمي وغيرها، بقيت زيادة نعاس السائق كعامل مستقل للتنبؤ بوقوع حادث سير.
إضافة تعليق جديد