تعلمنا في المدارس وسمعنا في الأخبار كثيرًا عن أخطار الاحتباس الحراري، وكيف أن الدُّول الساحلية مهددة بالغرق؛ كدولة كيرباتي ومدينة البندقية وغيرها، وعلى الرغم من صحة هذه المعلومات، إلا أن للقضية وجهًا آخر.
فقد أدى ارتفاع نسبة الحرارة بسبب الاحتباس الحراري إلى ذوبان جزء كبير من القطب الشمالي والذي تقلص حجمه إلى الربع في أقل من ثلاثين سنة، مما ساعد الدول المجاورة للقطب الشمالي وبالأخص روسيا على الإبحار بِحُرِّية في تلك المنطقة خاصة لنقل البضائع. فقد كانت الرحلة تخرج من أكبر ميناء في القطب الشمالي -المتواجد في شمال روسيا في مدينة مورمانسك- إلى ميناء شانغهاي في الصين مرورًا بثلاث قارات؛ أوروبا وأفريقيا وآسيا؛ قاطعةً حوالي عشرة آلاف ميل، وكانت تستغرق شهرين في رحلة الذهاب فقط.
أما الآن، وبفضل الاحتباس الحراري، فتسير الرحلة عن طريق القطب الشمالي مستغرقةً أقل من نصف الوقت والمسافة والتكاليف.
وقد أدى الاحتباس الحراري أيضًا إلى تحسن كبير في الزراعة وأصبحت عمليات قطاع التعدين أكثر سهولة من ذي قبل، ليس ذلك فحسب، بل أضف إلى ذلك نمو السياحة وازدهار العمران في شمال روسيا، كل هذا يصب في صالح الاقتصاد الروسي، وكأن لسان حاله يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد».
حذيفة السويلم
كلية العلوم
إضافة تعليق جديد