أهمية التصميم والتخطيط عند بناء المسكن

 

عندما يخصص أحدنا ميزانية لمشروع سكني، فأول ما يتبادر إلى ذهنه في البداية أنه يجب تخصيصها بالكامل لمراحل البناء والتنفيذ، وأن أي مبلغ يصرف في أي جانب آخر هو مبلغ مهدر، وأول بند يظن الجميع انهم أهدروا أموالهم فيه هو بند التصميم والتخطيط لمشروعهم السكني.

مثلاً أحدهم خصص لمشروعه مليون ريال، عند صرفه عشرة آلاف ريال على بند التصميم والتخطيط يتبقى تسعمائة وتسعون ألف ريال، فيحاول جاهداً تقليص الصرف في البند الأول لعدم أهميته في نظره متوقعاً أنه بهذه الطريقة سيوفر أكبر قدر من المال لبناء مسكنه.

ولكن ماذا يحصل غالباً! في الحقيقة ما يحصل أن مخصصات المشروعه السكني ستنتهي قبل اكتمال المشروع، وسيضطر لأخذ قرض إضافي بأرباح عالية أو سلفة أو يتأخر المشروع فترة طويلة تسبب له أضراراً لاحقاً وتتطلب مبالغ طائلة للصيانة بسبب الفترة التي أهمل فيها المسكن.

وبعد الانتهاء من البناء يجد أن مسكنه مليء بالأخطاء، وأن هناك عدم توافق للمسكن مع احتياجاته الفراغية والوظيفية، وتجده يقول لو فعلت كذا لكان كذا، وسيشعر بتأنيب نفسي، وليس هذا وحسب، بل سيكتشف أن قيمة تشغيل وصيانة مسكنه أعلى بكثير من إمكانياته المالية مما يضيف قدراً أعلى من الضغط عليه مع تقدم الزمن، لا سيما مع ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة للمساكن التي حلت وستظل تحل بنا، كل هذا يحصل بسبب إهمالنا لأهم بند وأول مرحلة من مراحل البناء وهي مرحلة التصميم والتخطيط.

ماذا لو خصصنا من ميزانية المشروع السكني مائة ألف ريال لبند التصميم والتنفيذ!

سوف يتبقى تسعمائة ألف ريال من الميزانية تخصص للبناء، فالمكتب الهندسي يقوم بتخطيط مسكنك ليتطابق مع احتياجاتك الفراغية والوظيفية الحالية والمستقبلية وتطبيقها مع إمكانيتك المالية والتشغيلية لتحصل على مشروع يشعرك بالراحة والسعادة الدائمة، وهذا هو المطلوب أن يكون المسكن نعمة نعيش فيها لا نقمة.

أيها السادة لطالما كان التخطيط أساساً لكل شيء، والمسكن الذي نحلم به إذا تم بدون تخطيط فماذا نتوقع أن تكون النتيجة!

م. هشام القاسم

متخصص بالتحكم بجودة وتكلفة المسكن السعودي

ماجستير إسكان ميسر

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA