عذراً كندا 

عزيزتي كندا، عشتُ على أرضك سنين طويلة، استفدت كثيراً، وتعلمت كثيراً، وحصلت مؤخراً على درجة الدكتوراه من إحدى جامعاتك العريقة، سمعتك العلمية مشهود لها على مستوى العالم بأسره، تتمتعين برصانة علمية في شتى فروع المعرفة، تمتلكين مؤسسات تعليمية مستقلة ومتطورة، تساهم في تنمية المهارات التعليمية والابتكار والريادة، وكل ذلك في بيئة مهنية ملائمة للتعلم والبحث والابتكار والإبداع.

عزيزتي كندا، عذراً، فكل ما تتميزين به لا يشفع لك أبداً في تخطي حدودك والخوض في أمر داخلي بحت يخضع لإدارة دولة ذات سيادة وسلطة قضائية مستقلة. 

عزيزتي كندا، لقد خاطرت كثيراً وخسرت كثيراً؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت قد ناقشت مع المسؤولين الكنديين إعداد خطة متكاملة بإشراف فريق قيادة قوي لبناء ودعم شراكات علمية بين المملكة العربية السعودية وكندا، وكان مخططاً لهذه الشراكة أن تكون بقيادة جامعة الملك سعود ممثلة بكلية السياحة والآثار بأقسامها الثلاثة: قسم الآثار، وقسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي، وقسم الإدارة السياحية والفندقة.

وهي شراكة رائدة، تقام لأول مرة بين البلدين، تدعم الابتكار الاجتماعي والثقافي، بما في ذلك تسهيل عملية التعاون العلمي الدولي، التحاق طلاب الدراسات العليا في برامج علمية متنوعة، دعم البحوث وبرامج التدريب، زيادة نشر خريجي التعليم العالي في القطاع الخاص، تطوير المهارات المهنية والبحثية، وكان مؤملاً لهذه الشراكة أن تعزز الروابط بين بلدينا، وتحسن الأداء الاقتصادي، وتخلق فرص عمل متنوعة تساهم في إرساء أساس لجيل جديد من الباحثين والمتخصصين.

كل تلك الخطط المستقبلية الواعدة أصبحت وللأسف الشديد حبراً على ورق بسبب تدخلك السافر والمتكرر في شؤوننا الداخلية، وهذا بلا شك خسارة كبيرة، وهو جانب واحد فقط من الخسائر المتوقعة لاحقاً كالتأثر السلبي في جوانب أخرى سياسية، وتجارية، واقتصادية.

عذراً كندا، نحن بلد إسلامي يحكم بالشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذان المصدران التشريعيان كفلا حق الإنسان في مختلف نواحي الحياة بما يضمن له كرامته وحريته وأن يعيش في سلام وأمن وعدل.

وعليه فإننا في المملكة العربية السعودية، لا نرضى بأي شكل من الأشكال أن تملي علينا أي دولة في العالم ما يجب علينا القيام به تجاه أبنائنا الذين يواجهون حكماً شرعياً عادلاً جزاء ما ارتكبوه من جناية، وخيانة تجاه دينهم، وولاة أمرهم، ووطنهم.  

د. محمد بن شبيب السبيعي 

كلية السياحة والآثار

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA