حذر الدكتور الربيع محمد الشريف في كتابه «فضائيات الأطفال العربية بين الترفيه والتغريب - نموذج إسلامي مقارن» من كون الطفل الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام معرضاً لتلقي الثقافة الأجنبية حتى من قنواته التلفزيونية المحلية، ودعا لتطوير البرامج التلفزيونية المنتجة والمقدمة للأطفال في القنوات الفضائية العربية، وتحمل تلك القنوات مسؤوليتها في تحصين الطفل المسلم ضد كل محاولات سلخه من هويته وما ينبثق عنها من فكر وثقافة وتركيز الاهتمام على اللغة العربية.
شخصية منسجمة
كما حث على العمل بشكل ممنهج على تكوين شخصية منسجمة مع المنظومة الثقافية والقيمية للمجتمعات العربية والإسلامية؛ مؤكداً أن التلفزيون يحتل مكانة مهمة من حيث كونه وسيلة جماهيرية للتثقيف والإخبار والترفيه، مما يجعله متميزاً بين وسائل الإعلام الأخرى، بالإضافة إلى كونه وسيلة سمعية وبصرية في آن واحد، وهذه الميزة أهلته باقتدار لتقديم رسائل منتنوعة. كما أن التلفزيون يعتبر وسيلة مهمة من وسائل التعلم والتذكر وخصوصاً عند الأطفال.
أثر ثقافي
وأوضح أن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من مشاهدي التلفزيون تتجاوز 45٪ من إجمالي عدد السكان في دول الخليج العربي، ورغم هذه النسبة العالية إلا أن ما يخصص لهؤلاء الأطفال في جميع القنوات لا تتجاوز 5.5٪ من مجموع ما يبث كما أن غالبية ما يبث لهم مستورد من دول أجنبية وبنسبة تجاوزت 57٪ ومعظم هذا الإنتاج أفلام رسوم متحركة وأفلام مترجمة، وهذا يعني أن الطفل الخليجي معرض لتلقي الثقافة الأجنبية حتى من قنواته التلفزيونية المحلية.
الأهداف
سعى المؤلف من خلال هذا الكتاب للتعرف على طبيعة مضمون وبرامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية، والشكل الذي يقدم به هذا المضمون، ومعرفة كيفية المعالجة الإعلامية لبرامج الأطفال في القنوات الفضائية العربية إضافة للتعرف على البيئات الاجتماعية والاقتصادية التي تفدم من خلال تلك البرامج، والتحقق من اتساق تلك البرامج مع السمات الميزة للمجتمعات العربية المسلمة، ومع الأهداف التربوية التي تنادي بها المؤسسات الإعلامية والتربوية في الوطن العربي.
مقارنة
وفي سياق التحذير قارن الكتاب بين الإنتاج المحلي للبرامج التلفزيونية بما فيها برامج الأطفال والإنتاج المستورد، ليجد أن الإنتاج المحلي للبرامج التلفزيونية يتراوح في أحسن الحالات بين 5 - 20٪ كما أن التلفزيونات العربية تستورد من الدول الأجنبية وبالأخص من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما بين 40 - 60٪ من مجموع البرامج التي تروج ضمن هذه التلفزيونات.
الشكل والمحتوى
وأكد المؤلف أهمية تسليط الضوء على برامج الأطفال في الفضائيات العربية للتعرف بدقة على شكل ومحتوى تلك البرامج بغية تحديد أهم سماتها وخصائصها الموضوعية والفنية، ومعرفة الجوانب الإيجابية والسلبية في مضامينها، لافتاً إلى أن حساسية التعامل مع ما يقدم للأطفال من برامج وأعمال تلفزيونية تفرض على المهتمين إعادة حساباتهم وتدارك الأمر قبل استفحال خطره على ثقافة الطفل العربي وتفكيره واتجاهاته الفكرية.
إضافة تعليق جديد