ماذا تعرف عن ظاهرة النينو!

استطلاع: نواف الخميس 

تعتبر ظاهرة النينو المناخية أقوى ظاهرة طبيعية يتعرض لها العالم، وفقاً للأرصاد الجوية، وهي ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل ثلاث سنوات في المحيط الهادئ، تؤدي لارتفاع درجة حرارة سطح المحيط 0.5 درجة مئوية، وقد تستمر هذه الظاهرة لمدة خمس سنوات، نتيجة لتسخين القسم الشمالي من المحيط الهادئ، وتتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية، تتمثل في الجفاف والفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية، فماذا يعرف طلاب الجامعة عن هذه الظاهرة؟

طرحنا هذا السؤال على مجموعة من الطلاب ورجعنا بالحصيلة التالية..

ظاهرة جوية

سعد العجمي من كلية الآداب قسم التاريخ، عبر عن اهتمامه بالموضوع فور طرح السؤال عليه، وقال: رغم أني لا أمتلك العديد من المعلومات حول هذه الظاهرة، إنما لدي تصور بسيط عنها، وأعتقد أنها ظاهرة الجوية تؤدي لارتفاع في درجة الحرارة بنسبة معينة وتستمر لمدة ثلاثة شهور. 

أعاصير مدمرة

أما رمضان السليم من كلية العلوم فقد عبر عن اعتقاده بأن ظاهرة النينو هي ظاهر جوية مدارية بحرية تحدث بسبب هبوب رياح شديدة على المحيطات والبحار وتتسبب في حدوث فيضانات وأمطار غزيزة وسيول وقد تتحول إلى أعاصير مدمرة لا يمكن توقع نتائجها والأضرار والخسائر المادية والبشرية التي تنتج عنها.

شدة الرياح

من جانبه أوضح عبدالكريم المطيري من كلية الآداب قسم التاريخ، أنه لم يقرأ سابقاً عن هذه الظاهرة ولم يتخصص بها وليس لديه معلومات مؤكدة حولها، لكن سبق وان سمع عنها في إحدى المحاضرات ويعتقد أنها ظاهرة جوية تؤدي لشدة الرياح في المحيط الهادئ.

من جهته قال نايف عبدالرحمن من كلية العلوم: أعتقد أنها إعصار بحري يحدث نتيجة تغير قيم الضغط الجوي؛ وذلك عندما تصبح المياه الساحلية أكثر دفئاً في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي، وتندفع الرياح التجارية بقوة غرباً عبر المحيط الهادئ وتتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر تقريباً عن المستوى الطبيعي.

**********

بووووكس

الإجابة العلمية

ظاهرة النينو بين المفهوم والمصطلح والأسباب والتوقعات

أوضح الدكتور محمد السيد حافظ، أستاذ المناخ التطبيقي بقسم الجغرافيا كلية الآداب، أن ظاهرة النينو «El Nino» من الظواهر الهيدرولوجية المناخية المؤثرة في أحوال المناخ العالمي؛ تنشأ عن ذبذبات مناخية ترتبط بدرجات حرارة المياه السطحية للمحيط الهادي وبالتيارات المائية الدافئة.

المفهوم

وأوضح أنها تحدث بوجه عام عند تحرك وانتقال المياه الدافئة في المناطق المدارية بالمحيط الهادي، والتي تقع على الدائرة الاستوائية ما بين الساحل الغربي لقارة أمريكا الجنوبية والساحل الشرقي لقارة آسيا والشمالي الشرقي لقارة أستراليا، وفيها تتحرك المياه بالاتجاه الشرقي حتى تبلغ سواحل البيرو والاكوادور في أمريكا الجنوبية، مما تتسبب في تغيرات مناخية وبيئية شديدة في مختلف أنحاء العالم.

المصطلح

أما من حيث المصطلح فكلمة النينو تعني الطفل بالإسبانية، نسبة إلى الطفل المقدس «المسيح عليه السلام»، وهو مصطلح استخدمه الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافئ وما يجلبه من أمطار غزيرة؛ حيث تحدث ظاهرة النينو في وقت أعياد الميلاد وتستمر لعدة شهور.

الأسباب

أما عن كيفيّة حدوث ظاهرة النينو، فتحدث نتيجة تغيّر في قيم الضغط الجوي؛ فعندما تصبح المياه الساحلية أكثر دفئاً في المحيط الهادئ الاستوائي الشرقي؛ فإن الضغط الجوي ينخفض، وعليه تندفع الرياح التجارية بقوة غرباً عبر المحيط الهادئ المداري في المنطقة الواقعة ما بين مداري الجدي والسرطان، ثم تقوم الرياح بدفع المياه السطحية الدافئة نحو غرب المحيط الهادئ في المنطقة الواقعة بين آسيا وأستراليا، وتتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر تقريباً عن المستوى الطبيعي.

التنبؤ بها

رغم أن العلماء لم يستطيعوا تحديد الأسباب الحقيقية، أو وضع مخطط يظهر كيفية تكرر حدوث دورات النينو، فقد تمكن علماء المناخ والأرصاد الجوية من فهم آلية ونشأة وتشكل الظاهرة، وإمكانية التنبؤ بمواعيد تحركاتها وظهور أحوالها المناخية وسيطرتها على دورة المحيط- الغلاف الجوي لمنطقة المحيط الهادي المداري.

وفي هذا الصدد كانت هناك مجموعة من النظريات والتفسيرات التي حددت العوامل والأسباب المؤدية لحدوث النينو، والتي تتضمن التفاعل ما بين المحيط والغلاف الجوي، وما ينتج عنه من تغير في حركة الرياح، وتحديداً في الجنوب الشرقي، كذلك الاختلال في طبقة الأرض المسماة بالأديم، والذي ينتج عنها كوارث طبيعية كالزلازل والبراكين.

رصدها

ومن تتبع تاريخ حدوث ظاهرة النينو نجد أنه في عام 1876م تم رصد أول ظاهرة مشابهة لظاهرة النينو، وتم تسجيل تأثيراتها، مع العلم أنّ البعض يشير إلى أن أول ظاهرة مسجلة تاريخياً ذات العلاقة كانت في منتصف القرن الخامس عشر للميلاد. أما كونها ظاهرة ذات تأثيرات مناخية محددة فقد اكتشفت في الستينيات من القرن العشرين.

وبعد حدوثها عام 1972 تطورت الأبحاث التي تحاول الربط بينها وبين الظواهر المناخية في أماكن قريبة وبعيدة، ومحاولة معرفة أسبابها والتنبؤ بحدوثها، وفي عام 1979 كان لدي الإدارة الأمريكية للمحيطات والجو «NOAA» مشروع أبحاث يقيس تيار المحيط الهادئ الجنوبي من عوامة رأسية على دائرة العرض الاستوائية.

الأعنف والأشد

عام 1982م حدثت أعنف وأشد ظاهرة نينو من نوعها على سواحل أمريكا اللاتينية، وكانت حينها درجة حرارة المياه في المحيط الهادي مرتفعة جداً، إذ بلغت حوالي مائة وخمسين درجة مئوية، وتسببت في أضرار جسيمة، وعليه تم انشاء شبكة للرصد عددها 70 محطة بحرية تنتشر فوق المحيط الهادي الاستوائي ضمن مشروع برنامج المحيط الاستوائي والجو «TOGA» خلال المدة من عام 1985 حتى عام 1995م، شارك فيه 18 دولة.

الأكثر ضرراً

تسببت ظاهرة نينو حدثت بين عامي 1997 و1998 في حدوث موجة عالية من الجفاف، وانتشار الحرائق في العديد من المناطق في أستراليا، وإندونيسيا، ووقوع عددٍ كبير من الضحايا البشرية، والخسائر المالية، وهلاك الشُعب المرجانية. كما حدثت الظاهرة فيما بين عامي 2009 و2010، وتسببت بحدوث جفاف هائل في الفلبين، وأستراليا، والإكوادور، وتساقط الأمطار بغزارة في جنوب شرق آسيا.

ووفق البيانات الصادرة من المراكز العالمية للمناخ والغلاف الجوي تم تسجيل 34 حدث نينو، و29 حدث لا نينا خلال المدة من 1900- 2013م. وأظهرت الدراسات عدم وجود دورة ثابتة لهما، وأن حدوثهما كان يتم بشكل عشوائي. وشهد عام 2015م مؤشرات لحدوث ظاهرة النينو في المحيط الهادي.

إيجابياتها

من الإيجابيات التي تسببها ظاهرة النينو ارتفاع كميات الأمطار عن المتوسط في جنوب أفريقيا، والهند، وجنوب شرق آسيا، وأستراليا، وجزر المحيط الهادي، وتصبح درجات الحرارة أقل من معدلها.

تأثيرها على المملكة

من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية أمطار ذات كثافة أعلى من معدلاتها السنوية، ويؤكد ذلك ما أشار إليه الراصد الجوي سامي عبيد الحربي في صحيفة «عاجل» السعودية يوم السبت الموافق 25 أغسطس 2018م، إلى أن السعودية ستتأثر خلال الموسم المطري المقبل بظاهرة النينو مما يؤدي إلى زيادة كميات الأمطار عن معدلاتها السنوية.