بين «المتفوق» و«المكافح»

 

 

 

لا شك أن المدارس والجامعات تزخر بالمتفوقين دراسيًا والحاصلين على أعلى الدرجات ومراتب الشرف، والذين تقام لهم الاحتفالات ويكرمون وتوضع أسماؤهم على لوحات الشرف مما يبعث في نفوسهم الفخر ويمثل في ذات الوقت حافزاً قوياً لزملائهم والأجيال اللاحقة لهم لكي يحذو حذوهم.

في المقابل هناك طلاب يمكن أن ألقبهم بالطلاب «المكافحين» وأقصد بهم الطلاب الذين يجدون ويجتهدون ويكافحون لكنهم لا يحققون مراتب متفوقة، ولذلك لا يكرمون في احتفالات ولا يذكرون برسائل شكر وكأنهم ليسوا طلبة، رغم أن بعضهم قد يكون لديه ظروف قاهرة وقصص عصامية، وبعضهم لديه الكثير من المواهب والإبداعات والمشاركات التطوعية.

على المستوى الشخصي وحين ننتقل إلى الحياة العملية نجد أن الموظفين المتميزين في الشركات والمهندسين والمعلمين والإعلاميين والقادة العسكريين وغيرهم أغلبهم من جيل المكافحين في مراحلهم الدراسية، لذلك أدعو المدارس والجامعات لإعطاء هذه الفئة من الطلاب حقهم في التكريمهم والاعتناء فهم مستقبل وحاضر الوطن.

وأنت عزيزي الطالب إن كنت من فئة الطلاب المكافحين، فلا يعني ذلك أنك أقل ذكاءً أو إبداعاً من أقرانك المتفوقين فقد يعود النقص في معدلك الدراسي لعوامل خارجة عن إرادتك ولظروف بينك وبين الأستاذ أو المسؤول، كما أن كونك طالباً متفوقاً لا يعني أنك الأفضل، وعليك أن تسأل نفسك هل كان تفوقك الدراسي نتاج فكر وإبداع أم نتاج حفظ وصفصفة الأجوبة على الورق!

في الختام أدعو المسؤولين لإعادة النظر في مسألة حصر الاحتفالات والتكريم وأوشحة الشرف بالمتفوقين فقط، وكذلك إعادة النظر في مسألة ربط التفوق والإبداع والتميز بالمعدل الدراسي ونتائج الاختبارات النظرية، فلماذا لا يكون للمكافحين وشاح تقدير لانهم متفوقون أيضًا، ولماذا لا يتم احتساب الإنجازات والمواهب والقدرات ضمن معايير التفوق والتميز والإبداع والتقييم! مع العلم أن جوائز المسابقات تنقسم إلى ثلاث درجات أو مستويات هي الذهبي والفضي والبرونزي، ولا شك أن البركة بالجميع وهم محل ثقة ومستقبلنا الواعد.

عبدالملك محمد القباع

كلية الحقوق - علوم سياسية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA