أعزائي طلاب وطالبات كلية السياحة والآثار، في هذه المرحلة الهامة التي تشهدها بلادكم وما تعيشه من تطورات ومتغيرات حديثة على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات، اسمحوا لي أن أوجه بعض الكلمات التي تهمكم في تخصصكم العلمي ومجالكم الأكاديمي.
شباب الوطن، وطلاب العلم والمعرفة، في الماضي غير البعيد لم يكن هناك اهتمام كبير بالتراث الوطني وما يرتبط به من إدارة وسياحة وتنظيم وتنمية شاملة؛ أما اليوم فمن حسن حظكم أنكم وجدتم في مرحلة ذهبية، مليئة بالطموح والتحدي والفرص الاستثنائية والنادرة.
لديكم رؤية ملك وطموح شباب «رؤية 2030» هذه الرؤية وضعت التاريخ والتراث الوطني وما يرتبط بهما في عمق اهتمامها ورعايتها الخاصة، بل إنهما من أهم عناصر الرؤية الأساسية وأبرز البدائل في تنويع الدخل للمملكة واقتصاديات عصر ما بعد النفط.
إن وطنكم يمتلك إرثاً حضارياً متنوعاً من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ولا تكادون تقفون على حافة أي جبل أو وادٍ إلا وتشاهدون أثر حضارة عريقة تقف خير شاهد على ما تركه الإنسان من حضارة ورقي وقيم ثقافية متنوعة، شواهد حضارية ضاربة في عمق الزمن والتاريخ تروي إنجازات أجيال مضت صارعت الزمن وتقلباته بكل ثبات ويقين، وحزم وعزم.
ولو قدر لهذه الآثار أن تتكلم لأخبرتكم أن أثمن شيء تحتفظون به في هذا الزمن هو إظهار إرثكم الثقافي العريق وإبراز الحقائق التاريخية المخزونة في وطنكم وإحياء الماضي العظيم والاعتزاز به والمحافظة عليه واستثماره كمورد اقتصادي هام، وهذا هو صميم مجالكم العلمي ومساركم المهني.
أيها الشباب، إنَّ قدركم أن تكونوا من أبناء هذا الوطن، وطن الإسلام، ومنبع الرسالة المحمدية، وقبلة المسلمين، أنتم من سيحمل لواء المعرفة، أنتم الثروة الحقيقة للوطن، أنتم من سيرسم التاريخ للمستقبل، وطنكم وطن العز والمجد والإباء، وجميعنا يعتز ويفخر بالانتماء لهذا الوطن العظيم وتاريخه وتراثه وحضارته.
إن عليكم مواكبة تطلعات القيادة في وطنكم، واستغلال كافة الإمكانات المتاحة لكم، وتحقيق الريادة والتميز في تخصصكم ومجالكم نحو مستقبل واعد واقتصاد مزدهر، ونهضة الوطن تصبح أعظم عندما يصنعها أبناؤه وبناته بالابتكار والإنجاز والإصرار والتحدي.
طلاب وطالبات كلية السياحة والآثار نحن على ثقة كبيرة بأنكم عامًا بعد عام وجيلاً بعد جيل تسيرون نحو المستقبل بثبات وإيمان وعزم، وليكن طموحكم كطموح قيادتكم «عنان السماء»، وكل عام وطموحاتكم أكبر وإنجازاتكم تتكلم، كل عام ووطنكم زاهٍ بالعز وباهٍ بالفخر.
د. محمد بن شبيب السبيعي
كلية السياحة والآثار
إضافة تعليق جديد