أغلبنا إن لم يكن كلنا يعلم ما حدث عندما سقطت تلك التفاحة على رأس العالم الشهير إسحاق نيوتن عام 1666م، ليبدأ بعدها رحلته في سلسلة من التفكير والعصف الذهني المتراكم للبحث عن سبب سقوط تلك التفاحة عموديًا نحو الأرض؛ ليصل به نهاية هذا الجهد إلى ما يسمى بالجاذبية، وهذة النظرية التي نشأت منذ ذلك الوقت وإلى يومنا الحاضر وهي ما زالت تدرس وتذكر كما أصبح لسقوط الأشياء على الأرض سبب منطقي، كل هذا حدث بعد تفكير عقلاني وتحليل منطقي.
والمبادرة كما عرفها البعض بأنها الإسراع لفعل شيء بهدف التغيير، وهي بطبيعة الحال نتاج لمرحلة من التفكير والتحليل والتخطيط لإحداث حدث قد يغير واقعاً ما. فكم من شخص سقطت على رأسه العديد من الأشياء ولم يأخذه عقلة في رحلة البحث كما حدث مع إسحاق نيوتن! تلك الرحله سطرت لنا قانوناً يعتبر من أهم القوانين وهو قانون الجاذبية.
رسالتي إلى كل من يهتم بالتغيير أن يبادر إليه ولا يخشى فشلاً قد يحدث أو عقبات قد تواجهه، وليعلم أن لكل مشكلة حلاً، والمبادرة مهما كان موضوعها أو توجهها فهي نتاج لفكر واعٍ وإحساس بالمسؤولية، فعليه أن يكون مبادراً وشجاعاً ويضع هدفه نصب عينيه ويسعى للوصول إلى تحقيقة ولا يقلقه عامل الوقت.
في الفصل الماضي طرحتُ مبادرة أسميتها «ابدأ» تهدف إلى نشر ثقافة القراءة وحب الاطلاع للطلاب والطالبات بالمدرسة، وما إن عرضتها على من بيده الموافقة حتى أشاد بها، وما هي إلا ساعات من موافقته حتى تم تنفيذ أول محطة لها، وها نحن في هذا الفصل نسعى إلى تنفيذها في منطقة الرياض والخرج، ونأمل أن ننفذها في منطقتي الدمام ومكة المكرمة بحول من الله وقوة، وكل هذا كان تحت مجهود فردي بسيط فماذا لو كان جماعياً.
واليوم ولله الحمد والمنة، تنعم بلادنا الشامخة بأحد أفضل الجامعات والتي تقع في رأس الهرم على مستوى الشرق الأوسط والوطن العربي بحسب التصنيفات العالمية، جامعة الملك سعود تلك الجامعة التي تتمتع بالقادة الناجحين والرائدين في جميع المجالات، ونمضي وتمضي جامعتنا التي نفخر دائمًا بانتمائنا لها بدعم طلابها الشباب والشابات المبدعين والموهوبين؛ كلٌّ في مجاله كما يُبدي مسؤولو الجامعة حرصهم الدائم على مصلحة الطالب فوق كل اعتبار، وفي نهاية المطاف أقولها وبكل بوضوح «كن مبادراً ولا تخشى».
عبدالملك محمد القباع
كلية الحقوق والعلوم السياسة
إضافة تعليق جديد