سلسلة الكتل block chain هي قائمة من السجلات الرقمية تسمى «الكتل» ترتبط فيما بينها بطريقة مشفرة ويتم حفظها في سجل رقمي خاص بها.
وهذه القائمة تنمو باستمرار حسب التسلسل الزمني للكتل؛ بحيث أن كل كتلة تحمل طابعًا زمنيًا ورابطًا بكتلها أو سجلها السابق، وقد تم تصميم هذا السجل بحيث ترتبط الكتل مع بعضها البعض بطريقة تمكن من المحافظة على ما بها من بيانات والحيلولة دون تعديلها.
وتحتوي السجلات على قيم للبيانات المحددة التي تم تداولها أثناء المعاملات، مثل الأموال وحصص الشركات أو شهادة ملكية الممتلكات أو حجم الطاقة بالكيلو واط، أو غير ذلك اعتمادًا على نوعها.
وتقوم كل كتلة جنبًا إلى جنب مع القيمة السابق الإشارة إليها، بتخزين تفاصيل مشفرة عن الأشخاص الذين تبادلوا هذه القيمة، مثل البائع والمشتري اللذين تبادلا المنتج مقابل المال؛ أو المرسل والمتلقي اللذين شاركا في صفقة ما، ونحو ذلك، ولا يتم إضافة الكتلة إلى سجل الكتل إلا بعد أن تنتهي المعاملة.
وتستخدم سلسلة الكتل ثلاث تقنيات: المفتاح الخاص المشفر، وشبكة الإنترنت، وبروتوكول أو برنامج سلسلة الكتل، وتستخدم سلسلة الكتل على نطاق واسع في مجال العملات الافتراضية التي يتم توليد وحداتها الجديدة، والتحقق من مصداقيتها وتأمين التعامل بها، من خلال هذا السجل.
والسجل يمثل دفتر الحسابات «دفتر الأستاذ» الذي يتم فيه توثيق عملية التعدين التي يتم بها إنتاج العملات الافتراضية وتسجيل ما تم إنتاجه منها، ومتابعتها على مستوى العالم، بما يتيح تتبعها بصورة آمنة بواسطة أي شخص، فهي تمثل قاعدة بيانات موحدة توثق لكل المتعاملين بهذا النوع من العملات سلامة الإجراءات فيما بينهم.
ومع كل عملية إنتاج أو تعدين للعملات الافتراضية، يتم تسجيل رقم العملية وبياناتها والأكواد المتصلة بها في كتل جديدة - تنضم إلى سلسلة الكتل - وتمثل وحدات العملة التي يتم توليدها، ثم تأتي بعد ذلك عملية التحقق من أن تلك الكتل قد تكونت بشكل صحيح ودون أي تلاعب.
وأهم ما يميز سلسلة الكتل ويجعلها لا غنى عنها لمستقبل المعاملات المحوسبة من وجهة نظر العديد من الباحثين، هو طبيعتها اللامركزية، فهي توفر تقنية يمكن من خلالها تنفيذ المعاملات بين طرفين بطريقة آمنة دون الحاجة إلى طرف ثالث، حيث يتم تخزين النسخة الكاملة لسلسلة الكتل في وقت واحد على الأجهزة الحاسوبية لكل المتعاملين على مستوى العالم.
ومن ثم لا يمكن تزوير كتلة أو إضافة كتلة غير حقيقية إلى تلك السلسلة، ومن الناحية التقنية فإنها تمثل قاعدة بيانات موزعة تضم دفتر حسابات رقمي يمكن استخدامه لتسجيل أي معاملات مالية أو غير مالية.
ورغم إيجابيات سلسلة الكتل يرى بعض الباحثين عدم التوسع في استخدامها دون دراسة رصينة لسلبياتها وعيوبها، فهي ليست صورة مثالية للنموذج الموزع للحوسبة الذي يعتمد على أجهزة حاسوبية في أنحاء العالم، ذلك أن كل هذه الأجهزة تقوم بنفس عملية التحقق من صحة المعاملات وفقًا لنفس القواعد، وتقوم بتخزين كل المعاملات السابقة بصورة متماثلة، ولا يوجد بين هذه الأجهزة الحاسوبية أي نوع من العمل المتوازي أو المساعدة المتبادلة، ولكن فقط ملايين التكرارات لنفس الأعمال على نفس السجلات؛ وهو ما يتعارض مع أي ضوابط للكفاءة والفاعلية.
أ. د جبريل بن حسن العريشي
أستاذ علم المعلومات
إضافة تعليق جديد