متى توافرت الظروف من صفاء ذهن وتركيز ووقت كافٍ وعدم الانشغال بمضيعات الأوقات، تجد أن تحصيل الطلاب الدراسي يتزايد ويتنامى، لفهم المضمون وحفظ النصوص واستنتاج المطلوب واستدراك المفاهيم وتحليل ما بين السطور.
ومن هنا يمكن اعتبار التكنولوجيا داعماً أساسياً لرفع التحصيل الدراسي لدى الطلاب بالمحاكاة وتوضيح المفاهيم وتخيل الواقع البعيد وتسهيل الوصول إلى المعرفة بسيل العلوم في بنوك نقل المعرفة وبيوت التدريب والتعليم.
فإذا وظفت التكنولوجيا في المستهدفات العلمية والدراسية المنوطة بها كان للتكنولوجيا أثر إيجابي وفعال في عملية التحصيل الدراسي المعرفي والمهاري، ولكن ما نراه شرود الطلاب عن تلك المستهدفات التي أتوا للصرح التعليمي من أجلها بمتابعتهم برامج التواصل المختلفة من خلال الأجهزة الذكية، تمنع التركيز وتشتت الأذهان وتضيع الأوقات في التفاهات وتمنع الألفة والحوار بين الأهل والأحباب ولذلك لن تجد للتحصيل طريقاً. وكذلك انشغال الآباء والأمهات بهذه البرامج يحول دون الرعاية والمتابعة لفلذات أكبادهم مما أدى إلى التشتت وعدم التركيز فى أفراد الأسرة باكملها.
لقد أصبح أفراد الأسرة قوالب يتحركون ويجلسون في البيوت وأدمغتهم في أماكن أخرى، وأضحت الحالة تحتاج إلى فرملة مسؤول وإعادة توجيه لإحياء الأسرة التي هي مرآة المجتمع الذي نحلم به.
أدعو لإعادة النظر في إمكانية الاستفادة الحقيقية من التكنولوجيا لزيادة مستوى التحصيل الدراسي وتعزيز التحكم في استخدامنا للتكنولوجيا فيما يزيد مهاراتنا ويعزز مفاهيمنا وتقاليدنا السامية.
د. عصام ناجح شلقامي
قسم النبات والأحياء الدقيقة – كلية العلوم
إضافة تعليق جديد