هناك فكرة مغلوطة عن المبنى المستدام بأنه المبنى الموفر للطاقة أو الموفر للمياه، ولكن الحقيقة أن المبنى المستدام هو المبنى الذي لا يؤثر وجوده على غيره لا حاضراً ولا مستقبلاً.
هذا «الوجود» يشمل مرحلة البناء ومرحلة التشغيل ومرحلة الهدم، و«الغير» يشمل البيئة الطبيعية والبيئة المحيطة ويشمل المستخدم، و«التأثير» يشمل التأثير بالضرر المباشر أو النفسي أو الصحي أو حتى التفرقة في القدرة على الاستخدام.
فالعدل في استهلاك الموارد لجميع الأجيال والوصول الشامل لجميع فئات المستخدمين من أهم مبادئ الاستدامة، ومن هذا المنطلق، فإن أي مبنى لا يستطيع محدود الرؤية أو محدود الحركة أو الطفل استخدامه كأي مستخدم آخر لا يعتبر مبنى مستدامًا.
يعد التصميم المعماري المراعي للظروف المناخية الخطوة الأولى لأي مبنى مستدام، فتوجيه المبنى ودراسة أماكن الفتحات وتوزيع فراغات المبنى بالشكل الذي يقلل استهلاك الموارد بما فيها المياه والطاقة هي من صميم عمل المعماري، وبحسب صعوبة المناخ أو الطبيعة المحيطة تأتي التقنيات والخدمات المساندة التي تخفف ما صعب تخفيف تأثيره بالعملية التصميمية.
تشارك كلية العمارة والتخطيط تحت قيادة كلية الهندسة في فريق جامعة الملك سعود المشارك في مسابقة المنزل الشمسي العالمية المقامة في دبي في نهاية هذا العام، وقد قام الفريق المعماري بعمل التصميم المعماري للمبنى بالطريقة التي تضمن أقل مستوى ممكن من الحمل الحراري للمبنى، وذلك بتوجيه فتحات المبنى بالطريقة التي تمنع دخول أي أشعة شمس مباشرة لداخل المبنى مع ضمان الاستفادة من الإضاءة الطبيعية بالأشعة الغير مباشرة.
كما تم توجيه المبنى بالشكل الذي يساعد على تهوية المبنى طبيعيا في حال كان الجو معتدلاً، كذلك كان لتجميع الخدمات التي تحتاج إلى المياه في جزء واحد من المبنى الدور الكبير في تقليل استخدام المياه من جهة وتقليل الطاقة المهدرة في تسخين المياه من جهة أخرى، وبالطبع تم مراعاة مبدأ الوصول الشامل وإمكانية استخدام الفئة ذات صعوبات الحركة وصعوبات الرؤية في جميع فراغات المبنى.
د. محمد غازي كتبي
رئيس قسم العمارة وعلوم البناء
كلية العمارة والتخطيط
رئيس الفريق المعماري والمصمم المعماري لمشروع البيت الشمسي
إضافة تعليق جديد