الكتب منارات منصوبة في بحار الزمن العظيمة، وهي محببة للنفس وقريبة من القلب.
حينما تسري الوحشة في أعماقنا نسرع إليها فتسرع إلينا!
في متونك يا كتبي وعبر صفحاتك نتخفف كثيرًا من عزلتنا ووحدتنا.
يا لها من عزلة شاعرية ينسابُ دفؤها بين الحنايا تلك التي نقضيها برفقتك!
نبثك خلجاتنا واندهاشاتنا فتزدادين اقترابًا وإصغاءً وأخذًا وعطاءً!
للهِ أنتِ أيتها الكتب وللهِ أيامٌ وسويعاتٌ رائقة قضيناها في بحورك.
تواردت على بالي تلك الخواطر الخجلي على هامش مبادرة أسبوعية ثقافية زينت بهو كلية الطب للطالبات في جامعة العراقة جامعة الملك سعود.
كان الأسبوع الأول من ربيع الأول عام 1440هـ أسبوعًا من أزهر الأسابيع وأنداها، حافلاً زاخرًا مائجاً بالثقافة والأدب والفكر والقراءة الرائقة المهذبة، عبر مبادرة ثقافية احتضنتها كلية الطب حملت اسم «على متن كتاب2»، وهي السلسلة الثانية من أسبوع القراءة الحُرّة، إذ سبقها العام الفارط «على متن كتاب 1».
بدأت بالحب والشغف، وانتهت وما زالت كالوسم على جدار القلب والفكر.
كان منظر الطالبات والمنسوبات وهن يتقاطرن على بهو الكلية من أجل الكتاب واقتناصه واقتنائه كما الغيث الهاطل على الأرض اليباب!
مرت الأيام سراعاً حاملة معها أجمل الذكريات وأطراها على القلب والنفس.
قصائد ومقولات عن القراءة والكتاب، شنّفت مسامعنا، رددتها الطالبات احتفاءً بالكتب وبالقراءة الهادفة المهذبة والأدب الرصين الرائق.
يا لغبطتك أيتها الكتب، حظيت بأعذب قصائد الحب شعرًا ونثراً، وأنت والله أهلٌ لذلك.
رأيتُ في أسبوع «على متن كتاب 2» وعياً وشغفاً بالكتب وبالقراءة، رأيت وجوهًا لطيفة باسمة مشدودة للقراءة، وكمية من الحب والحماس ما زالت جذوتها متقدة حتى آخر يوم!
ولا يسعني في نهاية المطاف وعبر هذه الأسطر الخجلى إلا الشكر العميق لمن احتضن ورعى ذلك الأسبوع الإثرائي المهذب والمليء بالرصانة، المكتظ بالفكر والشعر والأدب والخيال.
أ. ندى الشهري
إضافة تعليق جديد