تثير اهتمامات أغلب الشباب والمراهقين في العصر الحاضر، استغراب وحسرة كل مهتم وغيور على أمته، فقد عمت النظرة المادية السطحية والاهتمام بالمظاهر والقشور، وأصبحت الشهرة والظهور والبذخ والثراء السريع أكبر همهم.
هذا يتكلم عبر سناب وهو يقود سيارته غير مبالٍ بما قد يحدث له ولغيره من حادث مروري، وآخر يستعرض صولاته وجولاته وأسرار بيته على الملأ في برامج التواصل، وآخر يستعرض بذخه وإسرافه في المأكل والمشرب، وغير ذلك مما يطول ذكره هنا.
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده من القرون المفضلة كان الفتى إذا قارب سن البلوغ أصبح رجلاً يُعتمد عليه بعد الله في أمر العامة، لكن في وقتنا الحاضر لا نجد إلا الطيشٍ والسفه والاندفاع والجنون وقلة الرزانة، إلا من رحم الله وقليل ما هم.
يقول أحد الشعراء:
فإذا أُصيب الناس في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
ومما يؤسف له أن وسائل الإعلام ساعدت في انتشار وشهرة هؤلاء الإمعات، فهي لا تسلط الأضواء إلا على من كان على شاكلتهم، وكم هو مخجل ما نرى ونسمع من تصرفات بعض هؤلاء والتي لا تليق بمسلم عاقل.
ليس كل المشاهير يستحقون المتابعة والإعجاب والدعم، وعلينا مقاطعة الإمعات منهم ليتركوا سفههم، لأننا نحن من يعلي من شأنهم، وإلا ما قيمتهم لو تجاهلناهم ولم يقم أي واحد منا بنشر ما يبثون هنا وهناك.
وفي الختام أقول: صدق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال «لا يكن أحدكم إمعة».
عبدالله بن محمد عسيري
كلية العلوم
إضافة تعليق جديد