تعد التهوية داخل المبنى من أهم العناصر الرئيسية التي يجب دراستها عند تصميم المباني، فهي تؤثر على صحة وإنتاجية من يسكنون ويعملون فيها، كما تؤثر على استدامة وعمر المواد والأثاث المستعملة والمستخدمة في تلك المباني.
وقد بينت الأبحاث العلمية أن بعض أعراض الحكة في العين وتهيج أغشية الأنف والصداع والطفح والخمول وأعراض الحساسية والربو سببها؛ سوء التهوية وبيئة المباني، حيث إن هناك مصطلحاً يسمى «مباني مريضة sick building» ويقصد بها المباني سيئة التهوية والإضاءة.
تعرف التهوية بأنها تبادل منظم لتدفقات الهواء يتم من خلالها التحكم بدرجات حرارة الجو والضغط الجوي وحركة الرياح والموقع الجغرافي، وتقسم الى قسمين؛ طبيعي وصناعي «التكييف» ويجمع أقسامها سواء كانت طبيعية أو صناعية عامل مشترك أكبر وهو «عملية الطرد والسحب» بشكل يماثل عملية «الزفير والشهيق».
عند تطبيق عملية التهوية في المباني يجب مراعاة عدة عوامل أساسية هي توزيع عدد وارتفاع وحجم الأبواب والنوافذ في المبنى ومن الداخل والخارج بطريقة تناظرية تسمح لمجاري الهواء بالدخول والخروج مع احتساب الموقع الجغرافي وحركة الرياح. كما تبرز هنا أهمية وجود فتحات سقفية في المباني.
ويتفق المهتمون والخبراء أن أجمل مباني الكون وأكثرها صحة هي في تراثنا «المباني العربية الإسلامية» والتي استخدم فيها الفناء الداخلي وكان له ميزات ذكية هندسية في توزيع الهواء والاضاءة على جميع الغرف، بالإضافة إلى عزل الصوت، وقد نجحت هندسة المباني العربية الإسلامية في الشرق والغرب في البلاد الحارة والباردة بخصائصها في التبريد وعزل الحرارة ومنع الغبار صيفًا وحماية الداخل من موجات الصقيع بإدخال الضوء شتاء.
أميمة العيدروس
فني ديكور - المدينة الجامعية للطالبات
إضافة تعليق جديد