العلاقة بين الإنسان والمكان!

زاوية: عمرانيات

توجد علاقة وثيقة بين الخصائص الفراغية «البيئية» للمكان وبين السلوك الإنساني، ومن أهم الصفات التي تميز هذه العلاقة كونها تبادلية، وهذا يعني أن السلوك الإنساني يتأثر بالبيئة المبنية التي يوجد فيها البشر، كما أن الخصائص البيئية للمكان تتأثر بالسلوك الإنساني غالبًا عبر التصميم أو التعديل.

وقد تناولت دراسات عديدة العلاقة بين السلوك والبيئة، وكيف تكون في بعض الأحيان متأثرة بدرجة أكبر بالسلوك الإنساني «الخصائص أو التفضيلات الشخصية» وأحيانًا تكون متأثرة بالسمات البيئية للفراغ أو المكان.

ومع أن دراسة السلوك الإنساني تعد من أعقد الأمور، لكثرة العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة فيها، إلا أن المناهج العلمية تساعد كثيرا في رصد السلوك وآثاره على المحيط المكاني، والعكس.

من أمثلة تأثر البيئة بالسلوك، الحاجة مثلاً في مجتمعنا للفصل بين الرجال والنساء، ولذلك صارت معظم البيوت عندنا توفر غرفة طعام «مقلط» ببابين، أحدهما يفتح جهة الضيوف الرجال، والآخر جهة وسط البيت، وبالتالي يخدم الضيوف النساء؛ وبذلك صار المقلط فراغًا متنقلاً بين قسم الرجال وقسم النساء في المنزل، بحسب الاستخدام، ففي وقت تجهيز الأكل في المقلط، يقفل الباب من جهة الرجال؛ بحيث تتحرك أهل البيت أو النساء بحرية ذهابًا وإيابًا من المطبخ إلى المقلط، وبعد الانتهاء من التجهيز، يقفل الباب من جهة النساء، ويصبح تحرك الرجال من المجلس إلى المقلط حرًا، دون التأثير على خصوصية أهل البيت أو الضيوف النساء.

د. محمد بن عبدالعزيز الشريم

أستاذ العمارة والسلوك البيئي المشارك

كلية العمارة والتخطيط

mshraim@ksu.edu.sa

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA