طبقة الأوزون و«بروتوكول مونتريال 1987» «1 - 2»

زاوية: جيولوجيات

 

يقصد بطبقة الأوزون جزء محدد من الغلاف الجوي يتركز في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير بارتفاع يصل إلى حوالي 20 - 40 كلم، وهي ذات لون أزرق، وتحتوي على غاز الأوزون «O3» بشكل كثيف، وقد اكتشفها كل من شارل فابري وهنري بويسون عام 1913م.

تؤدي طبقة الأوزون دوراً هاماً في منع وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تأتي من أشعة الشمس بتراكيز كبيرة إلى سطح الأرض، والتي تسبب أضراراً بالغة للإنسان وخاصة سرطانات الجلد وكذلك للحيوان والنبات على حد سواء.

 

موقع ثقب الأوزون

كلما كانت طبقة الأوزون على ارتفاع عالٍ كان ذلك مفيداً في حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة للشمس من أن تصل لسطحها وخاصة الأشعة فوق البنفسجية، ولكن إذا كانت الطبقة على ارتفاعات منخفضة فإن ذلك يشكل خطراً على الإنسان والكائنات الحية.

بالنسبة لثقب الأوزون «Ozone Hole» فإنه يتركز فوق القطب الجنوبي «القارة القطبية الجنوبية» في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير، ويعتقد علماء البيئة أن سبب نضوب واستنزاف طبقة الأوزون «Ozone Depletion» يعود لعدة أسباب.

 

بروتوكول مونتريال

يتركز ثقب الأوزون بشكل كبير فوق منطقة القطب الجنوبي في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير، وتم اكتشاف ثقب الأوزون لأول مرة في القارة القطبية الجنوبية عام 1985م، وتختلف درجة الأوزون من فترة لأخرى تبعاً لاختلاف كمية الملوثات الضارة بطبقة الأوزون.

عقدت الأمم المتحدة بروتوكول مونتريال بكندا عام 1987م لمناقشة كيفية المحافظة على طبقة الأوزون وتمَّ إصدار عدة توصيات تدعو لمراقبة إنتاج ‏واستهلاك المواد المدمرة لطبقة الأوزون إلى أن يتم القضاء عليها ‏عن طريق تطوير المعارف العلمية والتكنولوجية البديلة.

 

يوم عالمي

بعد ذلك توالى عقد المؤتمرات الهادفة للبحث في كيفية المحافظة على طبقة الأوزون وحمايتها من النضوب والاستنزاف، وتم إصدار مجموعة من التوصيات الجديدة والتأكيد على التوصيات السابقة أو الإضافة عليها، وأبرز تلك التوصيات منع استخدام مركبات «الكلوروفلوروكربون» واتخذ يوم السادس عشر من سبتمبر من كل عام على أنه اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون، وهو اليوم الذي وقعت فيه 191 دولة اتفاقية لمناقشة سبل المحافظة على طبقة الأوزون عام 1987م.

 

عودة الالتئام

حالياً نجد أن الدول الخاضعة لاتفاقية مونتريال تعتمد على تجنب استخدام المواد المدمرة لطبقة الأوزون، لذلك ظهر مصطلح «أجهزة التكييف والمبرّدات الصديقة للبيئة»، ونتيجة لذلك بدأت طبقة الأوزون في الالتئام ببطء بعد الجهود الدولية التى بذلت في السنوات الأخيرة لحظر الملوثات المدمرة لطبقة الأوزون، و يقول الباحثون إن الالتئام في طبقة الأوزون يأتى نتيجة بروتوكول مونتريال الذي أوصى بالحد من إنتاج واستخدام مركبات الكلوروفلوروكربون والبحث عن بدائل آمنة بيئياً.

 

عوامل الخطورة

يعتقد العلماء أن أهم أسباب تدمير طبقة الأوزون ما يلي:

- مركبات الكلوروفلوروكربون «CFC»، وهي مركبات كيميائية يدخل في تركيبها كل من الكربون والكلور والفلور، وتُستخدم في صناعة الإسفنج الصناعي وكمادة دافعة في البخاخات، وكذلك في أجهزة التكييف والتبريد، وتعد أهم المواد الكيميائية المسببة لاستنزاف طبقة الأوزون.

- أكاسيد النيتروجين كأول أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين اللذان ينطلقان من بعض أنواع الطائرات التي تطير بمستوى طبقة الأوزون، ونتيجة لحدوث تفاعلات معينة مع هذه المواد ينتج عنها مجموعة من المركبات الكيميائية تؤثر بشكل سلبي على طبقة الأوزون.

- مركبات كيميائية مختلفة كالهالونات المستخدمة في مكافحة الحرائق، وبعض المبيدات الحشرية كبروميد الميثيل، وبعض المذيبات الكيميائية المستخدمة في عمليات تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية.

- ظاهرة الاحتباس الحراري، والتجارب النووية، والبراكين والانفجارات المرافقة لها، وكذلك الدوامات القطبية والتيارات الهوائية والأحوال الجوية عموماً في القطب الجنوبي.

 

أ. نسيم منصور أيوب

ماجستير العلوم في العلوم البيئية

قسم الكيمياء الحيوية – كلية العلوم

nasem33@hotmail.com

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA