التعلم مشروع إنساني هدفه مساعدة الطالب والطالبة على التطور والبناء بطريقة يسهل معها الفهم وتعزيز الانتماء, والتخطيط الفعال لعملية التعلم ينبغي أن يكون نشاطاً علمياً متمشياً مع استعدادات وقدرات الطلاب والطالبات, قائماً على التحدي والإثارة والمتعة.
تؤدي البيئة التعليمية دوراً مهماً في تحقيق أهداف التعليم, حيث يجري فيها التعلم ويتم فيها غرس القيم, والتنشئة الاجتماعية والثقافية لكل طالب وطالبة, ويتحقق فيها نماؤهم، وقد يتساءل البعض عن موجبات هذا الاهتمام المتزايد بالبيئة التعليمية.
يمكن الإجابة على ذلك بأن التعلم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخصائص البيئة التي يتم فيها التعلم, فإذا كانت بيئة جاذبة ومشوقة ويشعر فيها الطالب والطالبة بالراحة والأمان والتحدي وتحفزهم على التعلم, كان ذلك عاملاً في ديمومة التعلم للمتعلم, من أجل اكتساب المعرفة والاستعداد للتطورات الحياتية, وتحقيق الذات والعيش مع الآخرين بشعور الرضا.
العملية التعليمية التعلمية عملية متعددة الجوانب والأبعاد, ويؤثر في نجاحها متغيرات كثيرة ومتداخلة, والبيئة التعليمية عامل مهم في نجاح هذه العملية, لذا لابد أن تتحلى هذه البيئة بعدد من الخصائص أهمها:
- وضوح الرسالة: بحيث تركز كل كلية على تحديد وبيان ما تسعى إلى إنجازه, وما تهتم به وتقدره في رسالتها على نحو يبين الأدوار التي يجب تأديتها.
- أن ترعى البيئة التعليمية بكل العاملين فيها «أعضاء هيئة تدريس وإداريين» الطالب والطالبة وتحرص على تعلمه ونمائه, وتستحثه على بذل كل جهد مستطاع في التعلم عن طريق متابعة التقدم والتعثر وتفعيل دور الجهات المسؤولة.
- أن تتسم هذه البيئة بالتشاركية, بحيث يسهم فيها الجميع, ويكون فيها دور عضو هيئة التدريس دور المرشد والموجه.
- أن تقوم هذه البيئة على التفاعل والضبط, على نحو يسهل تعلمهم وتطورهم.
- أن تكون هذه البيئة بيئة تفكر, تناقش فيها العمليات المعرفية, والقرارات التي تم اتخاذها للوصول للحل المطلوب.
- أن يستخدم فيها العديد من الأنشطة والوسائل التعليمية وفقًا للموقف التعليمي ولقدرات المتعلمين.
أ. د. محمد بن صالح النمي
وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية
إضافة تعليق جديد