طبقة الأوزون و«بروتوكول مونتريال» «2ـ2»

زاوية: جيولوجيات

 

 

 

نلاحظ من الأسباب السابق ذكرها لثقب الأوزون أن معظمها يكون نتيجة الأنشطة البشرية، ولذلك تعتبر الأنشطة البشرية السبب الرئيس لثقب الأوزون، وحقاً ما أظلم الإنسان! فبعد أن كان همُّه الأول حماية نفسه من أخطار البيئة نرى الحال قد انعكس وأصبح هَمُّه الأكبر كيفية حماية البيئة من أخطار الإنسان نفسه، لهذا ينبغي علينا تعديل سلوكنا تجاه البيئة لصونها والمحافظة عليها من هذه المشكلة وغيرها من المشكلات البيئية الأخرى.

 

- تأثير الكلور على طبقة الأوزون:

يُعد الكلور أحد مكونات مركبات الكلوروفلوروكربون CFCs والتي تعرف بالاسم التجاري «فريون Freon»، وهي شائعة الاستخدام في المبردات وأجهزة التبريد، كما تستخدم في صناعة البلاستيك الرغوي «الإسفنج الصناعي»، وكمادة دافعة في العطور وغيرها، وهي مركبات كيميائية غير ضارة وخاملة كيميائياً وغير سامة، ولها أنواع عديدة وأغلبها يوجد في الحالة الغازية عند درجات الحرارة العادية، وتسيل بسهولة تحت الضغط.

تتحلل هذه المركبات جزئياً بفعل أشعة الشمس «الأشعة فوق البنفسجية» في طبقات الجو العليا، وينتج عن ذلك تكوُّن ذرات الكلور والفلور النشطة والتي تتفاعل مع الأوزون وتحلله.

ويمكن أن نُبسط هذه العملية كما يلي : 

Cl  +  O3                   ClO  +  O2

ClO  +  O                   Cl  +  O2

ويلاحظ من التفاعلين السابقين عدم اختفاء ذرات الكلور أو الأكسجين، بل تختفي فقط جزيئات الأوزون، وتستطيع ذرة كلور واحدة أن تحطم مئات أو آلاف الجزيئات من الأوزون وتحولها إلى أكسجين.

 

- علاقة الأوزون بالاحتباس الحراري: 

يمتص غاز الأوزون «O3» الطاقة الحرارية المنعكسة من سطح الأرض ولا يسمح لها بالنفاذ إلى الفضاء الخارجي، وبالتالي فإن الطاقة الحرارية تظل قريبة من سطح الأرض، وبهذا فإن غاز الأوزون هو أحد غازات الاحتباس الحراري، وكما عرفنا سابقاً أن طبقة الأوزون عبارة عن طبقة موجودة في الغلاف الجوي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من أشعة الشمس والتي تسبب الكثير من الأضرار للإنسان والحيوان والنبات، كما أنها تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض عند دخولها ووصولها إلى سطح الأرض حيث يسخن عندها ويبث حرارته نحو الغلاف الجوي فيمتصها هواء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض فيحتبس الحرارة ولا يسمح لها بالنفاذ إلى الفضاء الخارجي وتعود إلى الأرض، وبهذا ترتفع درجة حرارة الأرض، وعليه فإن علاقة الاحتباس الحراري بثقب الأوزون علاقة دائرية أو علاق الحلقة المغلقة، أي أن الاحتباس الحراري يُساهم في وجود ثقب الأوزون وبالعكس، فعند وجود ثقب بطبقة الأوزون تتسرب الأشعة فوق البنفسجية إلى جو الأرض وهذا يؤدي إلى المساهمة في ارتفاع درجة حرارة الأرض وغيرها من الأضرار.

 

- أبرز مخاطر ثقب الأوزون: 

تتمثل أبرز مخاطر ثقب الأوزون في إصابة الإنسان والكائنات الحية الأخرى بأضرارعديدة كسرطان الجلد للإنسان وإحداث الطفرات الجينية كما يسبب أمراضاً متعددة للعيون ويُصيب النباتات بالضرر كالتقليل من إنتاجيتها. كما يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات وحالات الاختناق نتيجة تشكل الضباب الدخاني الناتج عن زيادة نسبة الأشعة فوق بنفسجية، واختلال في المناخ والطقس مما يسبب حدوث الكوارث الطبيعية.

 

- حلول مقترحة:

منع أو تقليل استخدام مركبات CFC وأكاسيد النيتروجين وجميع المواد الضارة بطبقة الأوزون، منع التجارب النووية، التخلص من الملوثات الجوية، وضع إجراءات صارمة على الصناعات لمنع تسريبها مركبات كيميائية ضارة إلى الطبيعة، معالجة المشكلات البيئية الأخرى التي قد يكون لها علاقة بهذه المشكلة، تشجير الطرق والمدن، ونشر الوعي البيئي بين سكان العالم.

 

أ. نسيم منصور أيوب

ماجستير العلوم في العلوم البيئية

قسم الكيمياء الحيوية –كلية العلوم

nasem33@hotmail.com

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA