أصبح الاهتمام بالجودة عنصراً أساسياً ومهماً في التعليم العالي وبخاصة مع الحرص على ضمان الجودة وإدارة الأداء والتنفيذ الإستراتيجي في الإطار العام لإدارة الجودة الشاملة.
تعتبر اليابان من أضخم نُظم التعليم العالي في العالم، وتضم أكثر من «4700» مؤسسة تعليمية ذات مستوى متميز بواقع «686» جامعة و«541» كلية مجتمع، وأكثر من «3500» كلية تقنية أو تدريب متخصصة.
ولطالما حرص اليابانيون على الدخول في عصر العولمة والمجتمع المبني على أساس المعرفة، فمنذ بداية التسعينات قام اليابانيون بخلط الأفكار التربوية الغربية الأمريكية والأوروبية مع الأفكار الوطنية، وكانت النتيجة «نظام ياباني فريد من نوعه» ساعد على إصلاح التعليم العالي هناك.
في اليابان، تنقسم الجامعات إلى ثلاث فئات على أساس تأسيسها: الجامعات الوطنية، والتي أُنشئت أصلاً من قبل الحكومة اليابانية، الجامعات العامة، التي يتم تأسيسها من قبل الهيئات العامة المحلية أو المؤسسات الجامعية العامة، والجامعات الخاصة، والتي يتم تأسيسها من قبل المؤسسات التعليمية.
اعتمدت الحكومية اليابانية على ترسيخ المفاهيم الأساسية الأربعة في الجامعات، وهي: التعزيز النوعي للتعليم والبحث العلمي، جعل أنظمة التعليم والبحث العلمي أكثر مرونة لضمان استقلالية الجامعات، تحسين البُنية الإدارية لتسهيل عملية صناعة القرارات وتنفيذها، تنوع الجامعات والتطوير المستمر للتعليم والبحث العلمي عن طريق تأسيس تقويم متعدد الأشكال.
ركزت هيئة اعتماد الجامعات اليابانية على أحد عشر مجالاً للتقويم وهي: المهمة والأهداف، تنظيم التعليم والبحث، سياسات القبول وممارساته، المناهج الدراسية، الأنشطة البحثية، الهيئة التدريسية، التسهيلات والمعدات، المكتبة ومصادر المعلومات، حياة الطالب، الإدارة الجامعية، الرقابة والتقويم.
لطالما حرصت الحكومة اليابانية على تعزيز القدرة التنافسية الدولية للتعليم العالي الياباني وتقديم بيئة جاذبة للطلاب الدوليين، وكذلك الترحيب بالعديد من الأساتذة الدوليين الذين يتمتعون بخبرة في مجالي التعليم ونشر البحوث العلمية المتميزة.
تشير التقارير إلى أن تكاليف المعيشة في البيان أعلى من تلك الموجودة في أماكن أخرى، ومن المهم تهيئة بيئة يمكن للطلاب الأجانب فيها الاستقرار مالياً للتركيز على الدراسة، وتحقيقاً لهذه الغاية، سعت وزارة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية لخلق بيئة لقبول طالب المنح الدراسية للحكومة اليابانية وقدمت مساعدات مالية للطلاب الدوليين بتمويل ذاتي مثل تخفيض الرسوم الدراسية والإعفاءات.
بالإضافة إلى ذلك، قامت منظمة خدمات الطلاب اليابانية بتقديم مساعدات مالية للطلاب الدوليين بتمويل ذاتي «منح لتشجيع التعلم» ونفذت برنامجًا لدعم برامج الدراسة قصيرة المدى في الخارج «برنامج دعم تبادل الطلاب».
في اليابان، ينقسم التمويل الحالي للجامعات بشكل رئيسي إلى ثلاثة أنواع: تمويل النفقات الأساسية، والصناديق التنافسية للأنشطة البحثية، والمساعدة المالية للطلاب.
ختاماً، إن المعايير التي تم اعتمادها في التجربة اليابانية تعتبر معايير شاملة، ومهمة الاعتماد الأكاديمي وتقوم على التطوير والتحسين المستمر ولا تكتفي بإعطاء ترخيص أو اعتماد فقط.
وترتكز معظم المعايير في نظام الاعتماد الياباني على اعتبار الجامعات مؤسسات ومراكز بحثية بالدرجة الأولى، ولا يتم التركيز على المهمة التدريسية فقط. وهناك مثال ياباني جميل يعجبني: «لا يوجد شخص مثالي، الجميع يرتكب أخطاء».
د. سطام عبدالكريم المدني
كلية العلوم - قسم الجيولوجيا والجيوفيزيا
إضافة تعليق جديد