آفاق أكاديمية

ينهي الطالب مقرراته الدراسية عبر فصول الأعوام الدراسية، وتكون حصيلته العلمية والمعرفية في أفضل حالاتها ليصل بعد ذلك إلى مشارف نهاية مرحلته الدراسية عبر بوابة المقرر الأهم وهو «التدريب التعاوني» أو ما يسمى «Co-op».
هذه المرحلة تمثل نقلة في غاية الأهمية في التمكين إذا هيأ الطالب نفسه لها وتعرف على دورها الحقيقي، فهي تمثل عتبة لباب التوظيف، وهي المفتاح الكبير للوظيفة «Master Key».
فيها تتحول النظريات ومفردات المقررات إلى الواقع العملي ويخوض تجربة العمل المهني وفقًا لأنظمة وقوانين المؤسسات التي ينضوي لها طالبنا، وهنا تتضح قدراته في تحويل ما استوعبه نظريًا إلى نشاط وبرنامج وممارسة تقنع رب العمل.
بالطبع لا يفترض في الطالب أن يكون خبيرًا في مجال العمل التدريبي، ولكنها أيضًا فرصة لا تعوض تمتد لشهور لاقتناص فرصة إثبات وجوده كإضافة نوعية للمؤسسة عبر الجدية والصبر والطاعة لمرؤوسيه والتعاون مع زملاء العمل.
هذا يجرنا إلى التأكيد على الطالب بأهمية الإلمام بمفاهيم أخلاقيات العمل، حيث إن كل مهنة لها أخلاقياتها التي يجب أن يكون الممارس على وعي بها، فالانضباط والأمانة والالتزام بأوقات الدوام وحفظ أسرار المؤسسة، هذه من الأخلاقيات العامة، بينما للطبيب أخلاقيات في التعامل مع الأجهزة والمرضى تختلف عن الإعلامي الذي له أخلاقيات في الوصول للمعلومة واحترام المتلقي والنزاهة والتوازن في الطرح.
أحيانًا، بعض الطلاب يركن للدعة والراحة ويبحث عن أي مؤسسة أو جهة تدريبية فقط، ليمضي أشهر التدريب كيفما اتفق ويحصل على الدرجات، هذا النوع من الطلاب –للأسف- يضيع على نفسه فرصة ذهبية في إعادة بوصلة حياته نحو النجاح الحقيقي في مستقبل حياته العملية.
أخيرًا، عزيزي الطالب اهتبل هذه الفرصة وخذ «السيف بحقه» باختيار المؤسسة أو الجهة التي تدفعك إلى الأمام وتصقل مهاراتك المهنية والعملية، وابذل قصارى جهدك في معرفة المطلوب منك، وبالتالي الوفاء بواجباتك، لتجد نفسك في نهاية مرحلة التدريب وقد اكتسبت المهارات اللازمة لخوض غمار تحديات سوق العمل وإثبات جدارتك ووجودك عبر إنجازات وإبداعات تحقق ذاتك وتبني مستقبلك المهني، دعواتي لك دومًا بالتوفيق والنجاح في دنياك وأخراك.
د. عادل المكينزي
makinzyadel@ksu.edu.sa