قدمت المؤلفة «آِمي كادي» الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، والمتحدثة في مؤتمر التقنية والترفيه والتصميم «TED» في هذا الكتاب المتضمن أحد عشر فصلاً، طرحًا عن مدى تأثير اللغة الجسدية أو ما يسمى علميًا باللغة غير اللفظية على عقل الإنسان، وانعكاس ذلك على زيادة ثقة الإنسان بنفسه واستعداده لمواجهة لحظات الحياة الصعبة، وعن كيفية استخدام تقنيات بسيطة لتحرير أنفسنا من القلق والخوف؛ في تلك اللحظات التي تتطلب أن يكون الإنسان على طبيعته، ليتمكن من تجاوزها، وناقشت دور التعزيز الإيجابي للذات، ودور الهرمونات والسلوك الجسدي وتعبيرات الوجه في الإحساس بالثقة والمصداقية.
تجارب شخصية
ارتكزت المؤلفة في هذا الطرح على عدة تجارب لمجموعة من الأشخاص، مستعينة بروئ طبية ومجموعة من الدراسات النفسية الاجتماعية، بالإضافة الى تجربة المؤلفة الشخصية.
3 حقائق
يقول الكتاب أن هناك ثلاث حقائق عن النفس البشرية: أولاً إنها متعددة الأوجه؛ تعكس أفكارنا ومعتقداتنا؛ مرنة وليست ساكنة، ويركز الكتاب على خلاصة علمية تدول حول كيف يؤثر الجسم على العقل، وأن “وضعية الجسد الواثق” يعزز الثقة بالنفس ويحقق الحُضُور على المستوى الاجتماعي والمهني، وعرفت المؤلفة الحُضُور بأنه: “ذلك الشعور المرتبط بأفكارنا وقيمنا وقدراتنا وعواطفنا، والذي يمكننا من التواصل بشكل أفضل مع الآخرين”.
أساليب وفرضيات
وتقدم المؤلفة بعض الأساليب عن هذا الفرضية جُربت في عدة أمكان: مقابلات واجتماعات العمل، والمنافسات الرياضية. وتحكي كذلك كيف ساعدت هذه الأساليب بعض الأشخاص على تجاوز أزماتهم. فهي تقول أن الأنسان يصل عن طريق لغة الجسد والسلوك ألى الطاقة والقوة الشخصية، وبالتالي يحقق “الحضور” تلك الحالة التي تزيل القلق عن انطباع الآخرين، وتستبدل الثقة بالخوف.
عقل وجسد وسلوك
واستخدمت أساليب صغيرة وطرح بسيط لتوضح العلاقة بين العقل والجسد والسلوك، وكيف أن السلوك الجسدي يغير العقل وليس العكس. فتقول مثلاً أن الوقوف “بوضعية ثقة” لمدة دقيقتين يعزز الثقة فعليًا، ويجعل الفرد قادرًا على التعامل مع الصعوبات التي يواجهها. ودللت المؤلف عن هذه الفرضية من خلال عدة تجارب شخصية، وقياسات مخبرية أثببت بعد تجربة أحد المجموعات أن هرمون التستوستيرون ارتفع لديهم في حين انخفض هرمون الكورتيزول، هذه الحالة التي تجعل الإنسان في أفضل حالاته الجسدية. وأن ما يثبت فرضيتها أن 80٪ من ألياف العصب الحائر الحسية تذهب من الجسم إلى الدماغ وليس العكس. و أظهرت تجربة عن “وضعية” طأطأة الرأس والتحديق في الهواتف الذكية أن هذه الوضعية تعكر المزاج وتقلل الثقة بالنفس والإنتاجية.
إضافة تعليق جديد