تعد المملكة العربية السعودية أكبر الدول مساحة بين الدول الواقعة ضمن ما يسمى بالصفيحة العربية والتي تتعرض حوافها للعديد من الزلازل، وتعد المناطق الغربية من المملكة من أكثر المناطق التي يمكن أن تتعرض لهزات أرضية، وبالذات المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية.
وقد تأثرت مدن وقرى سعودية لهزات فاقت درجتها 6 درجات بمقياس ريختر، وكان أبرزها الزلزال الذي وقع في خليج العقبة عام 1995 وبلغت قوته 7.2 درجة مما يمكن تصنيف المملكة بأنها واقعة ضمن المناطق ذات الخطر الزلزالي الخفيف إلى المتوسط الشدة.
وتعد الزلازل من أكثر المخاطر الطبيعية شائعة الحدوث عالمياً، وتزداد خطورتها بحسب الموقع الجغرافي واقترابها من حدود الحركات التكتونية، والمناطق السعودية التي تعد الأشد خطراً هي المناطق الواقعة على امتداد ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة وبعض مناطق الحرات «الطفوح البركانية»، بينما تتمتع المناطق الداخلية بنوع من الاستقرار.
سجلت المراصد زلازل أرضية تصل قوتها إلى أكبر من 6 درجات في بعض مناطق البحر الأحمر وخليج العقبة، ولكن أكبر زلزال سجل حديثاً كان زلزال خليج العقبة الذي وقع عند الساعة 15:7 من صباح يوم الأربعاء 29/6/1416هـ الموافق 22/11/1995م، وقد بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر، مما أدى إلى بعض الدمار في مدن وقرى المنطقة، وشعر به بعض أهالي المدينة المنورة وينبع.
من المعروف أن الزلازل لا تحدث بطريقة عشوائية ولكنها تحدث في أماكن معروفة، وهي ما تسمى بالأحزمة الزلزالية، وهي عادة تقع على الحدود الفاصلة للصفائح التكتونية المعروفة، ومن المعروف أن الصفيحة العربية تتأثر بثلاثة أنواع من الحدود التكتونية؛ وهي الحدود التباعدية، والحدود التقاربية، والحدود التماسية، وتمثل شبه الجزيرة العربية الجزء الأكبر من هذه الصفيحة، ومن هنا جاءت تسميتها بالصفيحة العربية.
يحد هذه الصفيحة من الغرب نطاق اتساع قاع البحر الأحمر بمعدل انفتاح حوالي 2 سم في السنة، ومن الجنوب نطاق اتساع قاع منتصف خليج عدن، وفي كلتا المنطقتين تزداد مساحة هذه الأجزاء من الصفيحة العربية، كما تشكل جبال زاجروس ومكران بإيران وجبال طوروس جنوب تركيا الحدود الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وهي حدود تقاربية يمثلها نطاق تصادم مع الصفيحة الأوراسية، ويحد الصفيحة العربية من الشمال الغربي حد تماس يساري، يسمى «فالق البحر الميت» ويمتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس جنوب تركيا مارًا بالبحر الميت، ويحد الصفيحة من الجنوب الشرقي حد تماس يميني يمتد من الطرف الشرقي لخليج عدن حتى الطرف الشرقي لجبال مكران بباكستان، ويطلق علية فالق «أوينز».
تتحرك الصفيحة العربية ناحية الشمال الشرقي بين حدي التماس المذكورين، فيؤدي ذلك إلى اتساع مساحة البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر، وهذا يفسر أسباب حدوث الزلازل عند حدود الصفيحة العربية وعند سلاسل جبال زاجوروس وجبال طوروس وخليج عدن والبحر الأحمر وعند فالق البحر الميت وفالق أوينز، وبالتالي فإن هذه القوى التي تؤثر على المملكة وخاصة على حوافها تنتقل إلى داخل الصفيحة العربية وتتجمع إلى أن تصل إلى حد يزيد عن تحمل الصخور الموجودة، فتتسبب في حدوث زلازل أو قد تعمل على إعادة تنشيط للفوالق الموجودة داخل نطاق الصفيحة العربية.
أحمد خالد الإسلامبولي
العلوم
إضافة تعليق جديد