هناك جدال قديم حول أثر النوم المبكر على قوة تفكير الشخص وقدرته على التركيز والتحصيل الدراسي، حيث انقسمت الآراء إلى مؤيد لهذه الفكرة وهم الأغلبية، ومعارض أو مشكك وهم الأقلية، وفي العصر الحديث ثبت من خلال البحوث والدراسات التطبيقية أن ساعات النوم هي في حقيقتها ساعات مشحونة بالعمل العقلي؛ إذ يقوم العقل باستغلال فترة راحة الجسم في مراجعة وتبويب وتخزين المعلومات والمعارف الجديدة التي اكتسبها الإنسان أثناء النهار، لذا فإن أي اختلال في دورة النوم أو عدد ساعاته يعني عدم قيام المخ بواجبه على الوجه الأكمل، بل وضياع هذه المعلومات مما يؤدي إلى نقص في قدراته الاستيعابية أو مهاراته اللغوية.
أيضًا عدم النوم المبكر ينتج عنه صعوبة في الاستيقاظ وقلت النشاط والاستيعاب الدراسي وهو أحد المسببات في نقص المناعة الجسدية والخمول.
وقد ربط العديد من الأبحاث بين نقص ساعات النوم وضعف الأداء الأكاديمي لدى الطلاب وهناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاعتقاد، فقد أظهرت بعض الدراسات أن التحصيل العلمي للطلاب الذين ينامون أقل أو يعانون من اضطرابات النوم أقل من قرنائهم.
ويعتقد بعض الطلاب أن المراجعة المستمرة للمنهج ليلة الامتحان والسهر للمذاكرة، لها مردود إيجابي على تحصيل المعلومة، ولكن العكس هو الصحيح، حيث إن قلة النوم ليلة الامتحان تؤثر سلبًا على أداء الطالب في الامتحان وتسبب نقصًا في التركيز والذاكرة وبطئًا في ردة الفعل وصعوبة في استرجاع المعلومة واتخاذ القرارات الصحيحة.
عبدالله القحطاني
العلوم
إضافة تعليق جديد