قرأت لك

مهارات في قراءة النصوص التاريخية
د. خالد بن عبدالكريم البكر

صدر عن دارة الملك عبدالعزيز حديثاً، كتاب جديد للدكتور خالد بن عبدالكريم البكر، بعنوان «مهارات في قراءة النصوص التاريخية - تطبيقات على نماذج من التاريخ الإسلامي» عرض الباحث من خلاله عشر مهارات ينبغي على من يتصدى لقراءة النصوص التاريخية أن يتحلى بها، ومن أبرزها القدرة على التحليل اللغوي، والتعرف على رؤية النص، والتفريق بين المصادر الأصلية والثانوية في النص المدروس، والتمييز بين الخبر والرأي في النصوص التاريخية.

اكتشاف التناقض
كما شدد الكتاب على مهارة اكتشاف التناقض لمؤرخ واحد في أكثر من نص، وما تؤدي إليه تلك المهارة من خدمة للنص التاريخي، إضافة لتعزيز المقدرة على استنباط الأسباب الحقيقية في النصوص التاريخية المدروسة، واكتشاف التزييف فيها، وتمييز ما ليس من النص الأصلي من إضافات النساخ وغيرهم، وقدم الكتاب إلى جانب هذه المهارات دراسات تطبيقية لعدد من النصوص المختارة من التاريخ الإسلامي.

إشكالات «عريقة»
وبين الكاتب أن المهارات القرائية والتطبيقات المصاحبة لها على النص التاريخي ذات أثر بارز في فهم النص وحمايته من الدس والتشويه ومن سوء التأويل، وجمع الكتاب نصوصا من مصادر مشرقية ومغربية وأندلسية، وفحص مصادرها مبيناً قيمتها التوثيقية ومضامينها كاشفاً عن إيماءاتها وميول مؤلفيها أو تناقضاتهم. كما تناول إشكالات عريقة في تراثنا التاريخي، وانتهى فيها إلى نهاية يقبلها العقل وتطمئن إليها النفس.

ميدان المؤرخ المفكر
وأكد المؤلف أن تطبيق المهارات القرائية يساعد على تطوير الفكر التاريخي لدى المؤرخ ويمكنه من إثراء النص التاريخي بتساؤلات سيتنبط بها أفكاراً جديدة من النص، ويقفز بها إلى خارجه، لافتاً إلى أن من شأن هذه المهارات إعادة بعض المهام الغائبة في عمل المؤرخ المعاصر وبشكل خاص «توظيف معلوماته التاريخية وفكره التاريخي في قراءة المستقبل ورصد إرهاصاته» فالزمن بأبعاده الثلاثية «الماضي، والحاضر، والمستقبل» هو ميدان المؤرخ المفكر.

استشفاف المستقبل
تحت عنوان «المهارة العاشرة» بين الكاتب أن المقصود بمهارة استشفاف المستقبل، إعطاء توقعات سياسية وحضارية عما يمكن أن تكون عليه ملامح المرحلة المقبلة انطلاقاً من أحوال الواقع المعاش، ودراسة تحولات الماضي القريب والبعيد، وليس المقصود بها المؤرخ فقط بل نتطلع أيضاً إلى ما يمكن أن يلتقطه ذهن القارئ للنص التاريخي من مهارات أتقنها المؤرخون في هذا الجانب، فالمهارة هنا للقارئ لا للمؤلف وحسب.

تطبيقات وأمثلة
أورد المؤلف مجموعة من النماذج التاريخية وطبق عليها تلك المهارات، ومن ذلك قوله تحت المهارة العاشرة «استشفاف المستقبل»: «تطرق ابن خلدون في مقدمته إلى بعض العادات الشائعة في الأندلس في زمنه فقال: وانظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زيُّ الحامية وجند السلطان في الأكثر، لأنهم العالبون لهم، حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى ولها الغلبة عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والاقتداء حظ كبير، كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA