مما لا شك فيه أن الأطروحة العلمية «ماجستير thesis» أو «دكتوراه dissertation» تمثل أهمية بالغةً لطالب الدراسات العليا ويجب الحرص على كتابتها بالشكل العلمي الصحيح، وسأقوم على عجالة بسرد كيفية كتابة الرسائل العلمية وأهم النقاط التي يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار.
تتكون أي أطروحة علمية من أجزاء أساسية وهي: الملخص «Abstract»، المقدمة «Introduction»، الطرق المستخدمة «Methods»، النتائج «Results»، المناقشة «Discussion»، الخاتمة «Conclusion».
الملخص هو عبارة عن نسخة مختصرة ومُوجزة من الأطروحة العلمية لا تتضمن أي معادلات أو مراجع، ويُفضل أن تُبدأ بأهمية المشروع المقترح وتكون في حدود 250 إلى 350 كلمة، تُسرد فيها النتائج الرئيسية وتحديد الطريقة المستخدمة، مع الأخذ بعين الاعتبار: ما هو السؤال المُراد طرحُه؟ ما هي النتائج؟ ما هي الإجابة على السؤال المطروح؟ يجب أن يُكتب الملخص بالسِياق التالي:
1- كتابة الطرق المستخدمة. 2- عرض النتائج. 3- كتابة مقدمة. 4- عرض المناقشة.
يتم التركيز في جزء المقدمة على: تقديم موضوع الأطروحة، كتابة خلفية عن البحث، الهدف من الدراسة وأهميتها، ما هي الأسئلة التي تهدف إلى الإجابة عليها، تقديم موجز مختصر من النتائج. مع الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على جمل قصيرة وواضحة قدر الإمكان والالتزام بفكرة واحدة لكل فقرة مع إمكانية استخدام المراجع، مع الحرص على ذكر الاستناجات الرئيسية المقترحة من النتائج.
الطرق المستخدمة هي عبارة عن مجموعة من التعليمات للقارئ والتي تحتاج إلى إجراء مراجعة للأدبيات «بما في ذلك المصادر والمعادلات»، وهي ببساطة تُركز على اخبار القارئ بما تم فعله وكيف تم ذلك ولا تشمل عرض أي نتائج.
في هذا الجزء تحديداً يجب الكتابة بوضوح وعدم القيام بشرح الكثير عن سبب استخدام هذه الطريقة. كما يمكن كتابة الأسلوب الخاص بك إما في الزمن الحاضر أو الماضي ويتم كذلك الاستفادة الكاملة من الرسوم البيانية، مع الأخذ بعين الاعتبار تضمين جميع التفاصيل الحسابية التي تم تطبيقها، وإذا كان هناك برنامج حاسوبي مكتوب، فقد يكون ذلك مناسبًا تضمينه في الملحق.
أما جزء النتائج فمن الجيد إجراء مراجعة لجميع الأدبيات مع توضيح الأهداف والتي يجب أن تتناسب مع النتائج وليس العكس، ويُفضل ترتيب النتائج لدعم الأهداف، فالقارئ بحاجة لمعرفة جميع النتائج.
يُفضل القيام بالتركيز على ما تم تحقيقه وإنجازه مع تضمين جميع النتائج ذات الصلة بالأهداف التي تم كتابتها مسبقاً، لطالما النتائج تعطي حقائق وليست آراءً، من المهم تقديم البيانات بوضوح مطلق وفصلها عن التفسيرات.
أما جزء المناقشة يُفضل الحرص على كتابة البداية على نطاق واسع حتى تضيق وترتبط بالأهداف، تأكد من مناقشة النتائج وليس تكرارها، ابدأ من خلال تقديم أهدافك مرة أخرى ثم قم بإضافة نقاط لمناقشة النتائج الفردية وأخبر القارئ كيف يمكنك تحسين جوانب عملك.
حاول ربط النتائج بالفرضيات من وجهة نظرك، حاول جاهداً أن تظهر كيف تربط النتائج بالتفسيرات التي قمت بطرحها. تنتهي المناقشة عموماً بأفكار عمل مستقبلية متبوعًا ببيان نهائي قصير يُطلق عليه الاستنتاج والذي يقدم موجزًا للمشروع بأكمله.
احرص في جزء المناقشة على استخدام الأرقام والجداول كلما أمكن ذلك. أما جزء الخاتمة فاحرص أن يكون استنتاجك واضح تمامًا، قم بالتخطيط والنظر بعناية في نتائجك. يجب التركيز على أهمية العمل الذي قمت به، واقتراح أو توصية أي عمل إضافي مطلوب حول هذا الموضوع.
وفي الختام، إن المعرفة الصحيحة بأساليب كتابة الرسائل العلمية هي متطلب أساسي ومهم لكل طالب/طالبة دراسات عليا والتي يمكن معرفتها وتطبيقها عن طريق قراءة الرسائل العلمية السابقة وبخاصة تلك المتعلقة بالتخصص.
د. سطام عبدالكريم المدني
كلية العلوم ـ قسم الجيولوجيا والجيوفيزيا
@SattamMadani
إضافة تعليق جديد