حياتك كتاب وأيامك صفحات وأنت المدوِّن

 

 

ورد عن بعض السلف أنه قال: «لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة الكتبة «أي الورق» لسكتم عن كثير من الكلام». يعني: لو أنَّ الله سبحانه وتعالى كلفنا بأن نشتري الورق للكرام الكاتبين ليسجلوا فيها أعمالنا لسكتنا عن كثير من الكلام. وورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تبعث إلى أخواتها بعد صلاة العشاء تقول لهن: «ألا ترحن الكتَّاب».

ليعلم كلٌّ منا أن حياتنا عبارة عن كتاب وصفحاته هي أيامنا التي لا نزال نقلبها يوماً إثر يوم وهي تمضي من عمرنا وكل حدث نمر به يكتب داخل الكتاب ليعبر عنا، فليسأل كلٌّ منا نفسه: يا تُرى ماذا دوّن في تلك الأوراق؟ هل هي صفحات فارغة ولا هوية لها! أم أنها مليئة بما يفرحنا ويسرنا؟ أم بما يضرنا ويخجلنا؟!

أعتقد أن أحدنا لو تمكن من رؤية وقراءة ما دُون في صحائفه منذ بلغ سن التكليف؛ لبكى من شدة الندم والألم ولسأل نفسه مندهشاً: كيف مرت تلك الأيام والسنون؟ وربما يندهش حين يرى تفاصيل قد نسيها أو لم تكن تخطر بباله!

ما مقدمة كل شخص بكتابه الذي يمثل حياته؟ كيف بدأت وما هي أروع تفاصيلها وأشدها؟ وكيف ستكون خاتمته التي أغلقت الأقلام من بعدها؟ وما الزهور التي فاحت في أوسطه وأيام أنارت دربه وتواريخ تشهد على وجود الأمل بجانبه مهما مر الوقت وطال الصبر وعطشت الروح لماء الحب والأمل، وبالنهاية ما هي عناوين كتبنا «حياتنا» وماذا سيطلق البشر علينا لنوقع لهم حياةً اختلطت بالحب والكره والأمل والألم والبكاء والضحك ومفاتيح الأبيض والأسود.

نجلاء الأحمدي

قسم التاريخ

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA