خَطا التمريض السعودي جملة من الخطوات التي تبعث على التفاؤل بمستقبل هذه المهنة الإنسانية ذات البعد العلمي والمهاري، ومع ما تحقق للتمريض من اهتمام وتوجه للعناية بهذه المهنة إلا أن المشوار لا زال في بداياته والطموحات لا تقف عند مرحلة ما.
فلا زال التمريض بحاجة إلى الالتفات لحل جملة من القضايا التي تجعل المهنة غير جاذبة مثل ضغط العمل المتواصل والنقص الحاد في كوادر التمريض ونقص التأهيل العلمي والإكلينيكي وقلة مستوى الرواتب والحوافز مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى، وكذلك ظهور إفرازات ضغط العمل ومتطلبات العمل الشاق وإرهاق الساعات الطويلة كالاحتراق الوظيفي وتدني الإنتاجية وغياب الجودة وعدم الرضا الوظيفي والتسرب من المهنة.
وحتى يتم التغلب على مثل هذه السلبيات يتوجب حل هذه القضايا وتحسين الصورة الذهنية لدى المجتمع عن ممارسي المهنة عبر وسائل الإعلام المختلفة وإدراج مناهج تعليمية تبرز أهمية المهنة وخلفيتها التاريخية ودورها في المجتمع، ولا مانع أن يتعلم الطالب بعض المهارات والمعلومات التمريضية والصحية التي تساعده بشكل أفضل في حياته وتعزز الوعي الصحي وتعمل على تمكين المجتمع وتبرز دور أبناء التمريض في خدمة الوطن.
قد يغيب عن البعض الدور الفاعل للممرض والممرضة من أبناء الوطن وكيف أن ممارستهم لهذه المهنة جزء من الاكتفاء الذاتي والقوة العلمية والاقتصادية التي تجعل الوطن يعتمد بشكل كلي على أبنائه وموارده البشرية الذاتية.
وقد أثبت التمريض السعودي نفسه وكسب الرهان في خدمة هذا البلد عبر المواقع المختلفة وتحت الظروف المتغيرة، فهم أحد أركان عملية تقديم الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية، وأثبتوا جدارتهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام كما اصطفوا إلى جنب قواتنا المسلحة وجنودنا البواسل في الحد الجنوبي وشاركوا بكل اقتدار من خلال دورهم التمريضي منذ بدء «عاصفة الحزم» وإعادة الأمل علاوة على مشاركاتهم في البرامج التطوعية والإغاثية في الداخل والخارج.
ختاماً، جدير بكل مسؤول أن يسعى لتعزيز هذه المهنة وفتح الأبواب أمام ممارسيها لصقل مهاراتهم وزيادة معرفتهم بما تتطلبه المرحلة وبما يحقق الرؤية السعودية الطموحة 2030 والتي يعول عليها كثيراً في النهوض بمستوى التمريض السعودي وجعله في أفضل حالاته.
إبراهيم الأكلبي
كلية التمريض - الدراسات العليا
إضافة تعليق جديد