د. دبكل: آن الأوان لرفع معايير القبول في قسم الإعلام

أكد وجود تكامل بين التخصصات الثلاثة
خريج الصحافة يستطيع العمل في العلاقات العامة وخريج العلاقات يستطيع العمل في الصحافة
في زياراتي للصحف المحلية أجد أن أغلبية من يعمل في الصحيفة من خريجي العلاقات العامة

 

 

حوار: نواف الخميس

 

 

يعد قسم الإعلام بجامعة الملك سعود أول قسم أكاديمي لدراسة وتدريس الإعلام في منطقة الخليج العربي، حيث تأسس عام 1392هـ/ 1972م ضمن مجموعة أقسام كلية الآداب، وتُعد الدراسات الإعلامية من ميادين الدراسات العلمية الهامة في المجتمع الحديث والمعاصر، وقد زادت هذه الأهمية في زمن ثورة الاتصالات وتقنيات الإعلام الحديثة؛ في هذا اللقاء يلقي الدكتور علي دبكل العنزي رئيس قسم الإعلام الضوء على أهمية القسم وأقسامه ورسالته وأهدافه ويجيب على تساؤلات بعض الطلاب..

 

 

- حدثنا بداية عن أهمية قسم الإعلام ورؤيته ورسالته وأهدافه...

 

 

يعمل قسم الإعلام على تحقيق رؤيته ورسالته، وفق دوره العلمي في الجامعة، ومكانته في المجتمع، وبما يدعم علاقاته مع المؤسسات الأكاديمية العربية والدولية، ويسعى القسم منذ تأسيسه لتحقيق عدة أهداف، منها: تخريج كوادر إعلامية أكاديمية قادرة على تحمل مهامها ومسؤولياتها في عمليات التطوير والتنمية، دراسة المشكلات الإعلامية ووضع المعالجات لها، مواكبة التطورات الضخمة في وسائل الإعلام واستيعابها ومن ثم نقلها إلى الطلاب وتدريبهم عليها، المشاركة في خطط التنمية المختلفة في المجتمع، وخلق جيل إعلامي مستوعب للرسالة الإعلامية على أسس علمية للرقي بمستوى الأداء المهني، وإعداد الكفاءات في المجالات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، بحيث تكون مؤهلة علمياً ومدربة عملياً.

 

- نلاحظ توجه أغلب طلاب القسم إلى تخصص العلاقات العامة، ما السبب برأيكم؟

 

الإقبال على تخصص العلاقات عامة ليس مقتصراً على قسم الإعلام بجامعة الملك سعود بل هو توجه عالمي ‏في كل الجامعات سواء في الشرق أو الغرب، والسبب ‏هو توفر الفرص الوظيفية لخريجي هذا التخصص و‏عدم محدوديتها، إضافة لاستطاعة متخصص العلاقات العامة على العمل في عدة مجالات أخرى، ومن وجهة نظري يستطيع خريج الصحافة العمل في العلاقات العامة، كما أن خريج العلاقات العامة يستطيع العمل في المؤسسات الإعلامية، ‏لذلك تبدأ خطة القسم بالإعلام العام ‏ثم يبدأ التخصص في المستوى السابع ‏وبعدها التدريب، وفي زياراتي للصحف المحلية أجد أغلبية من يعمل في الصحيفة من خريجي العلاقات العامة ‏وهذا دليل على عدم محدودية تخصص العلاقات العامة ‏على عمل معين.

 

‏- في ظل تطور وسائل الإعلام ‏هل تراجع الإقبال على التخصصات الأخرى في القسم؟

 

‏الإقبال على تخصص الصحافة محدود منذ فترة بعيدة لاعتقاد البعض بمحدودية الفرص الوظيفية لخريجي هذا التخصص، ‏وهذا خطأ، فخريجو الصحافة يستطيعون العمل في العلاقات العامة ‏وهذا بالوصف الوظيفي، وأعتقد أن تطور وسائل الإعلام لم يحد من عمل الصحافة و‏الإذاعة والتلفزيون ‏بل على العكس.

 

- ما الأضرار أو السلبيات الناتجة عن نقص عدد الملتحقين بتخصصَي «الصحافة» و«الإذاعة والتلفزيون» من وجهة نظركم؟

 

‏لا يوجد نقص في عدد الطلاب الملتحقين بتخصص «الإذاعة والتلفزيون» ‏أما تخصص «الصحافة» فهناك نقص، والضرر المتوقع عدم توفر متخصصين في الصحافة، أضف إلى ذلك أن تخصصي العلاقات العامة والصحافة متقاربان، يعتمد كل منهما على الكتابة ‏والنشر، ‏وإذا لم يكن متخصص العلاقات العامة جيداً في الكتابة والنشر فلا يستطيع أن يؤدي وظيفته على أكمل وجه.

إذاً من هذا الباب نستطيع القول إن خريج الصحافة يستطيع العمل في العلاقات العامة ومن الممكن أن يكون له الأولوية ‏بالعمل في العلاقات العامة ‏ولكن عدم وعي الطلاب ‏بهذه الأشياء ‏هو ما يجعل الاتجاه ‏إلى العلاقات العامة أكثر، والميزة أن هناك تكاملاً بين التخصصات الثلاثة.

 

- ما أهم المهارات التي يحتاجها طالب قسم الإعلام وما العوامل التي تساهم في رفع مهاراته؟

 

‏طالب الإعلام يحتاج للعديد من المهارات؛ ‏مهارة الكتابة، مهارة الحضور، مهارة الإلقاء، مهارة الاختزال، مهارة القراءة، ‏ويجب على متخصص الإعلام أن يكون سريع البديهة ‏ومتفاعلاً بالإضافة إلى مهارات استخدام الحاسب الآلي والتطبيقات، ومن هذا الباب أعتقد أن معايير ‏القبول في قسم الإعلام ‏يجب أن ‏ترتفع لأن هذه المهارات أصبحت منتشرة ‏وأصبح الطلاب في المرحلة الثانوية يجيدونها ‏وهي أساسية لطالب الإعلام.

 

- ما دور القسم في إكساب الطلاب مثل هذه المهارات وصقلها؟

 

‏نحن نشجع الطالب على العمل ‏ولدينا مختبرات للتعامل مع الحاسب ‏الآلي، بالإضافة إلى النشاطات اللاصفية مثل نادي الإعلام ‏والتي من خلالها يكتسب الطالب مهارات التعامل مع الآخرين ‏ومهارات العمل الجماعي، ويسعى القسم للمزج بين ‏المهارات والمعرفة‏، المعرفة يكتسبها من خلال المحاضرات والقراءة ‏الاختبارات والمهارات يكتسبها من خلال ‏الممارسة والتنظيم ‏والتدريب.

 

- ‏هل ترى أن خريجي قسم الإعلام جاهزون لسوق العمل؟

 

‏لكي نكون منصفين خريج الجامعة لا يكون جاهزاً 100% ‏لسوق العمل، ‏هو يكون جاهزاً من حيث المهارات الأساسية، لكنه بحاجة لجهات تتبناه وتدربه ‏على ‏المعطيات التي يحتاج أن يتعامل معها و‏لا يجدها في التدريب خلال فترة الدراسة،‏ وسوق العمل له ظروف بيئية مختلفة، ‏إذاً الطالب جاهز لسوق العمل مبدئياً، ‏وهذا عرف عالمي، وقد تم إقرار تدريب ميداني لمدة فصل دراسي كامل لهذا الغرض، وهذه المدة تؤهل الطالب لسوق العمل بنسبة 50%، والخمسين الأخرى يكتسبها في سوق العمل ‏من خلال التدريب أو ورش العمل.

 

- مبادرات نادي الإعلام ما تأثيرها على القسم و‏هل هناك إقبال من الطلاب على برامج النادي؟

 

‏لنادي الإعلام أثر إيجابي على القسم، ‏وهو فرصة ومرجعية للتعامل الميداني بين الطالب والإعلام، وقد ‏انعكس بشكل إيجابي وبصوره ذهنية للقسم، ‏فاليوم نشاهد طلابنا هم من ‏ينظمون ويدعون ويقدمون ويضعون كل أساسيات الفعالية، وأعتقد أن أندية طلاب الإعلام قدمت دوراً كبيراً ‏ليس فقط في القسم أو الكلية ‏بل على مستوى الجامعة، ‏وهي من مخرجات الطالب الأساسية، و‏هناك إقبال كبير ‏لدرجة أن بعض الطلاب لا يجدون مقاعد ‏وأنا بدوري طلبت أن يفتح الانتساب لطلاب نادي الإعلام ‏ليشاهدوا بعينهم الفعاليات ‏وتزداد فرصهم للتدريب ‏بالإضافة إلى التدريب الميداني. 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA