في بداياتي الجامعية كنتُ أبحثُ عن التسلية والصداقات والسعي خلف الدرجات، لم أكن أعلم ما تعنيه الجامعة وماذا يعني أن تكون طالباً جامعياً.
بعد أن تم ترتيب الرغبات والقبول في التخصصات، تشتت الأصدقاء الذين تعرفنا عليهم وخضنا بداية التجربة معهم.
في سنوات التخصص وهذا هو لبّ الموضوع، كل منا حاول التأقلم مع تخصصه والإبداع فيه، تبادلنا المعلومات والخبرات وخضنا أمتع وأصعب التحديات، والآن ها نحن ذا نرى الشاطئ يقترب.
في الجامعة، عليك أن تكون نيوتن، فيثاغورس، محمد علي كلاي، ستيف جوبز، عائض القرني وغيرهم، وعليك أن تتعلم الفوز في التحدي، والصبر، وألعاب العقل، وأن تكون خبيرًا اجتماعياً، في زمننا هذا أصبح التركيز كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي بكل ما تحتويه من معلومات ومشاهير وغيرها، البعض يأخذه الغرور عندما يقرأ معلومة أو أكثر في مجال ما، ويعتبر نفسه خبيرًا فيه، فيتهافت إلى نشر معلومات من الممكن ألا تكون صحيحة أو ليس في مكانها الصحيح، وبعض المتلقين يميلون إلى تصديقها ويتم تداولها وتنتشر مثل بعض الوصفات والإعلانات والأدوية التي انتشرت وتم اتباعها وتصديقها بشكل أدى بهم إلى الأسوأ.
سوف أسرد مثالين لتوضيح الأمر:
- الأول: الطامة الكبرى هي أمراض النحافة التي انتشرت بين كثير من الناس وخصوصا المراهقين، مرض فقدان الشهية «anorexia»، الشّره المرضي و«bulimia»، فمثلاً: شخص دائم انتقاد وزنه من قبل الناس، أصبح به مرض الشره المرضي كردة فعل عكسية من غير إرادة فعلية منه، أو ربما بعدم وعيه، مما يأتيه من انتقادات تخص الوزن والأكل والاعتناء بالبشرة والاهتمام المفرط بالجمال والرغبة بأجسام عارضات الأزياء والمشاهير، بالإضافة إلى رضى المجتمع؛ فأصبحت النحافة هوسًا له، ونتج عن ذلك أشخاص لديهم هوس بالصحة بطريقة غير مُرضية أو صحيحة فقاموا بابتداع مختلف الطرق ونهايتها أمراض نفسية وصحية وتؤدي للتهلكة.
- الثاني: تخيّل لو كان بك مرض معيّن لا قدر الله، وأتى لك شخص بدواء لمرضك، أنت تتمنى التخلص من هذا المرض بكل الطرق فتجرّب كل ما «هبّ ودب» ويمكن أن تُستغل هذه الثغرة بمريض ربما ليس لديه من العلم الكثير، ما هو إلا نقيضُ الإحسان.
أخيرًا، تأكد قبل النشر ولا تتحدث بغير مجالك، فأنت قدوة للكثيرين وربما ترسّخ مفاهيمًا تدهور مجتمعًا والعكس صحيح، واعلم أن من الإحسان حفظ المجتمع من العلم الذي يضر ولا ينفع ومن الانتقادات التي تهدم ولا تبني، ساعدوهم ليتخلصوا من أمراضهم وهموهم لا أن تتضاعف، اسعوا في الأرض صلاحًا.
يتبع...
آلاء نايف محسن الحكمي
الطبية التطبيقية - قسم صحة المجتمع
تغذية إكلينيكية
إضافة تعليق جديد