تطل علينا الذكرى التاسعة والثمانون لتوحيد المملكة، وفيها نستذكر ملحمة بطولية أسست لدولة عصرية على بنيان متين عنوانها «الأصالة والمجد»، رسمت تاريخاً جديداً بطلها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي قاد مسيرة التوحيد بكل تفانٍ وإخلاص حتى تحقق ما طمح له دولة قوية موحدة عمادها الإسلام ومنهجها القرآن.
وبعد وفاته رحمه الله، أخذ أبناؤه ملوك المملكة من بعده زمام الحكم ومسؤولياته مكملين مسيرة البناء والتطور، حتى أصبحت المملكة اليوم من الدول المتقدمة في مختلف المجالات وخصوصاً في مجال الصحة والتعليم الطبي والبحث العلمي.
تعد كلية الطب في جامعة الملك سعود من شواهد الإنجازات، وبحكم تاريخها العريق وصدارتها في مجال التعليم والتدريب الطبي كأول كلية متخصصة على مستوى المملكة خرَّجت أول دفعة عام 1396هـ، فكانت سابقة ساهمت في دفع عجلة التطور في مجال الخدمات الطبية المتخصصة، كما أنها خرَّجت معظم القيادات والكفاءات الصحية الوطنية التي تعمل باستمرار على تطوير البرامج والخدمات الصحية والتدريبية والبحثية على مستوى المملكة.
تتمثل قيم كلية الطب بتحفيز جانب الابتكار والإبداع لدى طلابها والعمل على دعم التعليم المستمر وغرس العمل الجماعي بينهم، والأخذ بزمام المسؤولية والمصداقية التي ستجعلهم بإذن الله أطباء يحملون مهمة عظيمة ورسالة سامية.
وهذا الإنجاز يأتي بفضل من الله ثم بسواعد أبناء هذه البلاد التي لم تأل قيادتها الحكيمة جهداً في دعمها والاستثمار فيها، ولم يكن ذلك ليتحقق إلا بفضل من الله ثم بجهود ولاة أمر هذه البلاد في تحقيق الاستقرار والرخاء.
وبهذه المناسبة التي تمتزج فيها مشاعر الفرح والعز والافتخار، نسأل المولى عز وجل أن ينصر جنودنا البواسل حماة الوطن وأن يسدد رميهم و يكلأهم برعايته، فهم الدرع الحامي للوطن - بعد الله - الذي يقف بحزم وشجاعة ضد جماعة الشر.
أ. د. خالد بن علي فودة
عميد كلية الطب
إضافة تعليق جديد