الكتابة الأكاديمية هي أسلوب للكتابة يتطلب استخدام لغة رصينة مدعومة بالأدلة، وهي لا تختلف عن الأنماط الأخرى للكتابة مثل الكتابة الأدبية أو المهنية أو غير ذلك، في كونها تستلزم أن يكون الموضوع المطروح مثيرا لاهتمام الشريحة المستهدفة، وأن تتضمن بحثًا عن مصادر المعلومات وتسجيلاً لها، وأن تكون حسب منهجية واضحة وتستخدم لغة سليمة.
ذلك أن سلامة اللغة - بغض النظر عن التخصص- هي أساس الكتابة الأكاديمية الجيدة، فلا شيء سيجعل القارئ يتوقف عن القراءة إلا الصياغات السيئة والأخطاء النحوية والإملائية السائدة.
وهي تتسم بصفة عامة بأنها نزيهة وغير شخصية لإيصال المعرفة التي تم التحقيق فيها عن كثب إلى جمهور ناقد ومستنير، وهو جمهور الأكاديميين؛ وتهدف إلى تعزيز - أو تحدي - المفاهيم أو النقاشات المطروحة في المحيط الأكاديمي، وإلى تقديم تحليل نقدي للموضوعات المثارة، ينطوي على حجج واضحة التنظيم مبنية على الأدلة والأسباب، مع تجنب اللغة العاطفية أو المتحيزة، فسواء وافق الكاتب شخصيًا على الفكرة أم لم يوافق عليها، يجب تقديمها بدقة وموضوعية.
والغرض من الكتابة الأكاديمية، كما هو الحال مع معظم أنواع الكتابة الأخرى، هو التواصل، فهي تمثل نافذة على فكر من يكتبها، ومن ثم ينبغي أن تكون بأفضل طريقة بحيث تقنع القارئ بأن الكاتب يفهم ما يتكلم عنه.
ومهارات الكتابة الأكاديمية ضرورية في عالم اليوم، يحتاجها الطالب والباحث والمعلم ورجل الأعمال، لإعداد المقالات والتقارير والعروض التقديمية والأوراق البحثية والرسائل العلمية في صورة وصفية أو تحليلية مقنعة أو ناقدة، وبصورة احترافية تعبر عن الحدود الفكرية لكاتبها مهما كان تخصصه.
وفي الدراسات العليا على وجه الخصوص يحتاج الطلاب إلى اكتساب مهارات الكتابة الأكاديمية حتى يتمكنوا من تنفيذ المهام الأكاديمية الملقاة على عاتقه، فهم يحتاجون لنوع الكتابة المدعومة بالحجج المستنيرة القائمة على الأدلة، سواء من مصادر علمية، كما هو الحال في ورقة بحثية، أو نتائج دراسة أو تجربة أو اقتباسات من نص أصلي كما في مقالة للتحليل الأدبي؛ فاستخدام الأدلة يعطي مصداقية للحجة.
ويحتاجون في نفس الوقت للاختيار الدقيق للكلمة، والتنظيم المنطقي، واللهجة غير الشخصية التي تقوم بالإبلاغ والتحليل والإقناع بطريقة مباشرة.
من الأساليب الفعالة لتعليم مهارات الكتابة الأكاديمية: استخدام الأمثلة العملية في بيان ضوابطها، واستخدام معايير تحكيم الرسائل العلمية كمرشد لمتطلباتها، واستخدام أنماط مختلفة من الملاحظات الناقدة التي يتم استقبالها، سواء من الأساتذة أو من الأقران، من خلال نهج استخدام التغذية الراجعة.
ويمكن أن يتم ذلك من خلال الدورات الدراسية «اللامنهجية» أو من خلال التوجيه والإرشاد، فهناك أعداد متزايدة من الطلاب ذوي الخلفيات التعليمية غير المتجانسة؛ يلتحقون بالدراسات العليا وليس لديهم معرفة بالمبادئ التي يقوم عليها الخطاب الأكاديمي الذي يعتمد على الكتابة الأكاديمية المنضبطة.
أ. د جبريل بن حسن العريشي
عميد تطوير والجودة
أستاذ علم المعلومات
إضافة تعليق جديد