قوة التفكير الإيجابي

 

 

 

تُعد العقلية الإيجابية عاملاً هاماً في زيادة الثقة بالنفس، تحسن الحالة المزاجية، وتقلل من احتمالات الإصابة بالتوتر وبعض الاضطرابات السلبية الأخرى.

الإيجابية لا يقصد بها مجرد الابتسامة والبهجة، ولكن تدور حول منظور الفرد العام للحياة والتركيز على كل ما هو جيد فيها.

إن مواجهة تحديات الحياة بنظرة إيجابية لا يعني بالضرورة تجنب أو تجاهل الأشياء السيئة، بل ينطوي على الاستفادة القصوى من تلك المواقف ومحاولة رؤية الأفضل في ذلك.

يتعلق الأمر بالتعامل مع كل من الإيجابية والسلبية وتحديد وجهة نظر محددة وأن تظل متفائلاً بشكل عام.

كما يعلم الجميع بأن السعادة ليست دائمة، لكن كيفية التعامل مع حالات المزاج السيئ والعواطف الصعبة عندما تأتي هو الأهم.

يكمُن مفهوم «التفكير الإيجابي» بأنه يركز على الجانب المشرق من الحياة مع توقع نتائج إيجابية، هي طريقة تتيح لك الاقتراب بدرجة كافية من عمق المشكلة «إن وُجدت» حتى تتمكن من العثور على أفضل طريقة لمعالجتها.

ولكي تصبح أكثر إيجابيةً، يجب عليك: قبول الحقيقة، الحصول على الحقائق، التفكير في الإيجابيات والسلبيات بمنظور عقلاني بحت، استخدام قليل من الجهد وكثير من التركيز. إن اختيار الطريقة المثلى والتي نتعامل بها مع المواقف عامل هام جداً في المساعدة على تحسين قدرتنا العقلية بشكل ملحوظ.

لا تُعطي مساحة للتفكير السلبي، فأنت بذلك تقلل من جودة أدائك و قراراتك. هناك العديد من السمات والخصائص المرتبطة بعقلية إيجابية، منها: الرغبة في بذل جهد واغتنام الفرص بدلاً من تحمل جهود لن تُؤتي ثمارها «التفاؤل»، الإقرار بأن الأشياء لا تُؤدي دائماً إلى ما تُريد «القبول»، التعامل مع الشدائد وخيبة الأمل والفشل بدلاً من الاستسلام «المرونة»، تثمين الأشياء الجيدة في الحياة «الامتنان»، الوعي وتعزيز القدرة على التركيز «العقل».

إن تبني التفاؤل والقبول والمرونة والامتنان والعقل يساعد على تطوير عقلية إيجابية والحفاظ عليها. لا يمكنك التحكم في حالتك المزاجية ولا في الأفكار التي تظهر في رأسك، ولكن يمكنك اختيار كيفية التعامل معها.

لا بأس أن تشعر بالتشاؤم في بعض الأحيان، لكن قُم باختيار أفضل طرق الاستجابة لذلك فهذا سوف يفيدك أكثر على المدى الطويل.

التفكير الإيجابي ليس مجرد شعور جيد فحسب، لكنه أمر بالغ الأهمية لاستكشاف وبناء وتطوير المهارات اللازمة لبناء السعادة. تعلم كيفية تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. العملية بسيطة، ولكنها تستغرق وقتاً لممارستها.

إذا كنت تريد أن تصبح أكثر تفاؤلاً وأن تشارك في تفكير أكثر إيجابية، فعليك أولاً تحديد المجالات التي عادةً ما تفكر فيها بشكل سلبي ثم حاول إيجاد طريقة لتدويرها بشكل إيجابي.

ابتسم، فعندما تضحك، تشعر بتوتر أقل وبخاصة عند الأوقات الصعبة. تأكد من أن الأشخاص المحيطين بك هم أشخاص إيجابيون وداعمون يمكنك الاعتماد عليهم لتقديم المشورة والتعليقات المفيدة. قد يزيد الأشخاص السلبيون من مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشكك في قدرتك على التحكم في الإجهاد بطرق صحية.

ختاماً، عندما تكون حالتك الذهنية متفائلة بشكل عام، تكون أكثر قدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة بشكل أفضل وبطريقة بناءة. تفكيرك الايجابي مع العمل بإخلاص، سيؤدي حتماً إلى النجاح بإذن الله. 

د. سطام عبدالكريم المدني

أستاذ الجيوفيزياء المشارك

قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء- كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA