تستضيف الجامعة ممثلة بقسم الدراسات الإسلامية المشاركين في ندوة «صحيح البخاري والقراءات المعاصرة»، ومن العنوان يدرك القارئ أن هناك قراءات معاصرة بعضها علمي منطقي وأخرى ذات توجه لزرع بذرة الشك في جهد البخاري ومنهجه والذي يحظى باحترام كبير لدى أغلبية المسلمين السنة.
وهنا كنت أتمنى أن الكشف عن تلك المنابع المستفيدة من حصاد بذور الشك وأدواتها التي وظفتها لتعزيز روايتها، ولا يشك عاقل بأن أي جهد إنساني لن يصل إلى درجة الكمال كما هو الحال مع كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل، وإنما ونحن في الجامعات لا بد من التركيز على المنهج الصارم الذي اتبعه البخارى وأكد عليه الثقات ممن عمل على مراجعته.
فأهمية الندوة وما يليها من جهود علمية مشتركة على مستوى العالم الإسلامي لن تؤكد أهمية الكتاب وإنما ستكشف لنا أوجه الزيغ والفساد الأيديولوجي التي تنطلق من مخطط منظم وتواجهها بجهود متواضعة وإن كانت ذات قيمة علمية مثل هذه الندوة. وغياب المؤسسات الدينية عن هذه الجهود العلمية التي يفترض أن تكون متنوعة وموزعة جغرافيًا بين الأماكن المقدسة في مكة والمدينة ومؤسساتنا العلمية وحواضر العلم في عالمنا الإسلامي كالأزهر والزيتونة، حرب الشك قادمة وعلاجها تجفيف منابعها وتحجيم أدواتها أو فضحها.
نافذة
منبع الشك وأدوات التشكيك
د. فهد بن عبالله الطياش
إضافة تعليق جديد