قصة وفاء السموأل لامرئ القيس

حفلت عصور الأدب العربي إلى جانب القصائد والفنون والصور البلاغية، بالعديد من المواقف والقصص المعبرة والمفيدة، ومن أشهر تلك القصص قصة وفاء «السموأل» لامرئ القيس، وكلاهما شاعران كبيران من شعراء العصر الجاهلي، حتى ضُرب المثل به في الوفاء فقيل «أوفى من السموأل».
السموأل بن غريض بن عادياء، شاعر جاهلي عربي يهودي حكيم، اسمه معرب من الاسم العبري «شامُوئِيل» عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي (500 - 560م) أي قبل ظهور الإسلام، من سكان خيبر، كان يتنقل بينها وبين حصن له سماه حصن «الأبلق» في تيماء وكان قد بناه جده «عادياء».
تنسب إليه قصة وفاء مؤثرة مع كبير شعراء الجاهلية «امرئ القيس» حيث قدم إليه «امرؤ القيس» بعد أن عجز عن الأخذ بثأر أبيه بعد تفرق العرب عنه، وكان قد عزم على الذهاب إلى قيصر الروم ليستنجد به، فذهب أولا إلى «السمؤال» وأمّنه أدراعا ثمينة لا مثيل لها كما ترك عنده أهله، وسار بعد ذلك امرؤ القيس إلى قيصر الروم.
بعد ذلك بأيام طوَّق حصنَ السمؤال أحدُ الأمراء ممن له ثأر على امرئ القيس، فسأله السموأل عن سبب تطويقه لحصنه؟ فقال: لن أغادر الحصن إلا بعد تسليمي أدراع امرئ القيس وأهله، فرفض السمؤال ذلك رفضا قاطعا، وقال: «لا أخفر ذمتي وأخون أمانتي».
فظل الأمير محاصرا الحصن حتى مل، وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السموأل من رحلة صيد، وفي طريقه إلى الحصن قبض عليه الأمير ونادى السموأل: هذا ابنك معي فإما أن تسلمني ما لديك وإما أقتله! ومع ذلك رفض السموأل تسليم الأمانة، فذبح الأمير ابن السموأل أمام الحصن وعاد بجيشه من حيث أتى من غير أن يحصل على بغيته.
فقال السموأل:
وفيتُ بأدرعِ الكنديِّ إني
إذا ما خان أقوامٌ وفيتُ
ومن أشعاره:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميلُ
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلتُ لها إن الكرامَ قليلُ
وما ضرَّنا أنَّا قليلٌ وجارنا
عزيزٌ، وجارُ الأكثرينَ ذليلُ

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA