تغطية: رهف العصيمي، شوق العنزي، نورة المنيف، نورة الحسيني
نظم قسم الإعلام ندوته الأسبوعية للملتقى الإعلامي بالشراكة مع الجمعية السعودية للإعلام والاتصال تحت عنوان «مقومات القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية للقوة الناعمة» قدّمها الدكتور سعيد بن صالح الغامدي، وذلك يوم الأربعاء 17 صفر 1441هـ الساعة الثانية عشرة بمدرج كلية الآداب للرجال، مدرج رقم 3 بمدرج النساء، بحضور كل من الدكتور على العنزي رئيس قسم الإعلام، الدكتورة عهود الشهيل وكيلة القسم، ومجموعة من أعضاء وعضوات هيئة التدريس الطلاب والطالبات.
تعريف القوة الناعمة
استهل د. الغامدي ندوته بجملة اقتباسية عن سمو خادم الحرمين الشريفين: «الهدف الأول أن تكون بلادنا نموذجًا رائدًا في العالم على كافّة الأصعدة وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، ثم أتبعه باقتباس آخر عن سمو ولي العهد «نريد أن نحجز مكانًا في مستقبل العالم».
ثم انطلق بعد ذلك إلى تعريف القوة الناعمة على أنها «أسلوب جديد تعتمد عليه الدول للوصول إلى العالم باستخدام أفكارها، شبابها، إنجازاتها، واصفاً إياها على حد تعبيره، أنها قوة روحية تبتعد عن استخدام العنف والقوة العسكرية أو ما نطلق عليه «القوة الخشنة أو الصلبة» مشيراً أن ’’جوزيف ناي’’ هو أول من عرفها بشكل دقيق.
مكونات القوى الناعمة
في ذات السياق، حدد د. الغامدي ستة مكونات للقوى الناعمة، وهي السكان، التطور السياسي، التطور الاقتصادي، والمعاني الوطنية، مضيفاً الموقع الجغرافي والنمو سكاني كما يرى البعض؛ ممثلاً على ذلك ببعض الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، وقدرتها على توظيف النمو الاقتصادي، وتفوقها في الحصول على الجوائز الدولية مثل جائزة ”نوبل”، الديمقراطية وحقوق الإنسان، المساعدات الإنسانية والتنموية، المنظمات، والهيئات التطوعية العابرة للحدود مثل: أطباء بلا حدود، صحفيون بلا حدود، وما إلى ذلك.
مؤشراتها ومركز الأداء
قدم سعادته بعد ذلك عرضاً لتقرير «بورتلاند» حول القوى الثلاثين الناعمة للعام 2017، الذي يعتمد على عدد من المؤشرات الموضوعية والذاتية، منها مقاييس الحرية الفردية، والتنمية البشرية، والعنف في المجتمع، وتأثير الحكومة، ومؤشر الثقافة، ويشمل التعرف على عدد السياح الوافدين سنويا، ومدى نجاح صناعة الموسيقى وعدد البطولات الرياضية، وغيرها، ومؤشر التعليم الذي يهتم بالتعرف على مشاركة الدولة في التعليم، ويشمل مثلاً عدد الطلاب الأجانب في الدولة، وجودة التعليم الجامعي، والناتج الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي وغيرها.
في حين أشار إلى عدم دخول أغلب الدول العربية ضمن هذه المؤشرات ، في حين أشاد في هذا الإطار بالجهود التي يبذلها المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة في قیاس مؤشرات أداء الأجھزة العامة وقياس رضا المستفيدين عن الخدمات الحكومية ، والذي ساهم في رفع المملكة بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة.
مقوماتها في المملكة
ثم دلف سعادته إلى مقومات القوى الناعمة لدى المملكة العربية السعودية، مؤكداً «لدينا في المملكة أكثر من 25 مقوماً من مقومات القوى الناعمة»، أهمها وجود الحرمين الشريفين على أراضيها، وما تقوم به المملكة من مشروعات لخدمة المسلمين في العالم أثناء فترات الحج والعمرة، إضافة إلى الثروة البترولية التي جعلتها مصدراً رئيسياً للنفط، وعضوية منظمة «أوبك» التي ساعدت على استقرار وتوازن أسعار النفط، والمكانة السياسية المرموقة للمملكة بين دول العالم التي أهلتها لزيارة الرئيس الأمريكي العام قبل الماضي.
ثقل اقتصادي
وأشار كذلك إلى الجهود التي تقوم بها المملكة في دعم المنشآت والمنظمات الدولية ومنها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مركز الملك عبدالله، ودعم العمل الإنساني والخيري ومنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هذا إلى جانب المكانة الإقليمية والعالمية والثقل الاقتصادي للمملكة، والكنوز والمكتسبات الحضارية في كل منطقة من مناطق شبه الجزيرة العربية، وصولاً إلى الرؤية التطويرية 2030 .
نوروث ثقافي وشعبي
ثم استطرد سعادته متطرقاً إلى الموروث الثقافي والشعبي باعتباره أحد مقومات القوة الناعمة، مثل العرضة والدحة والمزمار والخطوة والسامري، وغيرها من الفنون الشعبية، وما تزخر به المملكة من إنتاج أدبي يعبر عن ثقافتها والقيم السائدة بها مثل الكرم والشجاعة ومساعدة المحتاج ونصرة المظلوم وإحقاق الحق وحب الخير.
منتجات سعودية
استعرض د. الغامدي بعد ذلك بعض المنتجات السعودية من خلال طرح عدة أسئلة: هل تعرفون أن شواطئ البحر الأحمر في المنطقة الغربية والخليج العربي في المنطقة الشرقية تنتج الكافيار، والروبيان، وتصدرها إلى جميع أنحاء العالم؟ هل تعرفون أن تبوك تُنتج الورد وتصدره إلى هولندا التي تعتبر مصدراً للورد في العالم؟ بعدها أشار إلى الإمكانيات التي يتمتع بها المطبخ السعودي في مقابل مثيله الإنجليزي.
الإعلام الفضائي
ثم رد د. الغامدي على الاتهامات الموجهة للإعلام السعودي بأنهُ إعلام ضعيف، مفنداً ذلك ومشيراً إلى قنوات «العربية» و«mbc» ووجودها في كل بيت عربي، ثم استطرد قائلاً: «نحتاج إلى تكثيف الرسائل التي تقدم المملكة إلى الشعوب والعالم».
جوائز دولية
ثم تطرق د. الغامدي إلى الجوائز الدولية التي تقدمها المملكة، ممثلاً على ذلك بجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، وغيرها من الجوائز التي ترفع اسم المملكة في المحافل الإقليمية والعالمية وتحسن الصورة الذهنية عنها.
مستوى تعليمي متقدم
قدم د. الغامدي بعد ذلك رؤية مقارنة للمستوى التعليمي بالمملكة قديماً وحديثاً قائلاً: «كان لدينا سبع جامعات فقط منذ عشر سنوات بينما الآن أصبح لدينا أكثر من ٣٥ جامعة في المملكة، وهو دليل على ارتفاع مستوى التعليم، وانخفاض نسبة الأمية لتصل إلى خمسة أو ستة بالمئة» مشيراً إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يستفيد منه ما يقرب من ربع مليون طالب يدرسون خارج المملكة.
روح الشباب
انتقل د. سعيد الغامدي إلى استعراض مقومات الثروة البشرية في المملكة التي تعدت نسبة الشباب والشابات فيها نسبة ٦٠٪ من المجتمع السعودي، بما لديهم طموح وكفاءات عالية، مشيداً ببرنامج «سلام للتواصل الحضاري» الذي تشرف عليه وزارتا الإعلام والخارجية باختيار شباب قادة للمستقبل بكل مجالات الحياة، ومبادرة «مسك الخيرية» التي تتيح الفرص للطلاب والطالبات المتميزين للابتعاث بصورة سنوية.
مستوى الأمن
اختتم د. الغامدي بالحديث عن مستوى الأمن داخل البلاد، مشيداً بجهود أجهزة وقوى الأمن في السعودية في القبض على أي شخص مخالف للقوانين في أي وقت ممكن، وهو ما ينشره المقيمون عن المملكة بمجرد عودتهم إلى بلادهم.
قوة القيم
في نهاية الندوة تم فتح باب المداخلات والاستفسارات، التي بدأتها د. بلقيس علوان معلقة عن تغير فكرتها عن مثلث القوة الذي يمثل أضلاعه القوة بالإكراه، وقوة الإلهام، وقوة المكافأة، وذلك بإضافة ركن رابع تمثله قوة القيم في المملكة؛ ليصبح مربعاً وليس مثلثاً.
مفهوم غربي
تلتها مداخلة د. عهود الشهيل التي دارت حول الأصل الغربي لمفهوم القوة الناعمة وأن جميع مقوماتها مبنية على ثقافة غربية، موجهة تساؤلاً مفاده «كيف نستطيع أن نؤثر بهويتنا السعودية على العلاقات الدولية؟».
ورد د. الغامدي بدوره قائلاً: «كون هذا المسمى غربياً حديثاً تم إطلاقه على يد «جوزيف ناي» لا ينفي ذلك أن مفهوم ومقومات القوة الناعمة قديم قدم المجتمعات الإنسانية لذا يمكن تطبيقه على كل المجتمعات سواء كانت عربية أم غربية».
إضافة تعليق جديد