وقع اختيار محكمي جائزة الكتاب الوطني الأمريكي لأدب الناشئة على قصة “الفكرة حول الحظ” للكاتبة الأمريكية من أصول يابانية سينثيا كيدوهاتا، التي حصلتْ على جائزة العام 2013م، وهي واحدة من ألمع كُتّاب أدب الناشئة، ولها العديد من الأعمال في هذا المجال؛ فقد نشرت أول قصة قصيرة لها في مجلة نيويوركر عام 1986م، كما حصلت على جائزة نيوبري في عام 2005م عن قصة “التألق”.
مقدمة الفصل الأول
تقول المؤلفة: في ستة أسابيع ثقب إطار السيارة سبع مرات، وأُصبت بالملاريا، فكنت واحدة من خمسمائة مُصاب فقط في الولايات المتحدة ذلك العام! كما بدأت جدتي تعاني آلاما مبرحة في عمودها الفقري، والأكثر من ذلك، فقد انتشرت بالبيت روائح كريهة مجهولة المصدر من حيث لا ندري، وأخي (جاز) أصابته لعنة الاختفاء، فلا أحد كان يراه إلّا نحن، وهجره صديقه المقرب، ولم يكن يعرف صبيًّا آخر ليلعب معه، حتى أبناء أقاربنا تجاهلوه عندما التقوا به في عيد الميلاد، ولا أظن أنَّهم فعلوا هذا عن غطرسة أو ترفُّع؛ إنهم فقط لم يروه!
ملاريا المطار
في أوائل أبريل الماضي استقبل والداي مكالمة من اليابان، تحمل أخبارًا أنَّ ثلاثة مسنين من أقاربنا كانوا على فراش الموت وطلبوا من والديَّ أن يقوما برعايتهم في أيامهم أو أشهرهم الأخيرة، لم يكن هناك شيء يثير الدهشة في هذا الموضوع، وفي الخامس والعشرين من شهر أبريل اصطحب جدي وجدتي وجاز والديَّ إلى المطار ليستقلا طائرتهما المتجهة إلى اليابان. أما أنا فقد مكثتُ في المنزل بسبب نوع الملاريا التي أُصبتُ بها في وقت سابق، وكانت تسمى “ملاريا المطار”.
فوبيا البعوض
وتضيف: لُدغت في فلوريدا الصيف الماضي، بينما أعيش في كانساس، ولقد نشأت في خوف من البعوض، وفي بعض الأحيان لم أكن أخطو خارج المنزل أكثر من بضع خطوات، ولاأزال حتى الآن خائفة من العالم الخارجي بأكمله! ولقد تجاوزت حالات الإصابة بالملاريا في الولايات المتحدة خلال الأربعينيات آلاف الحالات، ثم جاء عقد الخمسينيات واعتقد الأطباء أنه تم القضاء على الملاريا في هذا البلد، لكن بين الحين والآخر يُصاب بعض به الأشخاص، وفي بعض الأحيان تُعرض صورتهم في الصحيفة المحلية، أما أنا فقد ظهرت صورتي في مجلة تايم!
دفع الرهن
واستطردت: «أويشن» و«جيشان» هما جدتي وجدي من جهة والدتي، كلاهما في السبعين، يعيشان معنا في كنساس. عندما حلَّ موسم الحصاد في شهر مايو من عامنا المشؤوم، كان «جيشان» قد عزم التقاعد من العمل، والالتحاق بمهنة سائق للحصادة في شركة تسمى «باركر» أما جدتي فقد كانت تعمل طاهية بالشركة نفسها، معي ومع مساعدها، وكنا نعمل جميعًا لدى باركر في الماضي، لكنها كانت المرة الأولى التي لم يكن والداي معنا؛ ما يعني أنَّ جدَّيَّ سيدفعان الرهن خلال موسم الحصاد هذا العام، لم أكن أفهم تمامًا ماذا يعني “دفع الرهن”؟
رأس المال
وقالت: كنت كثيراً ما أسمع عبارة “دفع رأس المال” وكنت أعتقد أن دفع “رأس المال” يعني أنهم يريدون إعطاء ناظر مدرستي بعض المال، ثم في يوم من الأيام يسمح لي بالقفز إلى المدرسة الثانوية رغم درجاتي الضعيفة، على أيِّة حال، عندما عاد جدي وجدتي للبيت من المطار، بدأت التغييرات، كانت والدتي قد قالتْ لجاز : “لا تقلق، سيكون لديك أصدقاء عندما لا تتوقع ذلك”، كانت جدتي أكثر فعالية.. يبدو أنَّ لدى جدي وجدتي فكرةً مثيرةً أخفياها عنا.
إضافة تعليق جديد