تقليل ساعات العمل يعزز الإنتاجية

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن ثقافة الساعات الطويلة في العمل غير مفيدة، مبينة أنها تسلب العمال والموظفين حقهم في حياة منزلية لائقة وقضاء أوقات جميلة وحميمية مع أحبائهم، موضحة أن تقليل ساعات العمل ليس مفيداً للعمال فحسب، بل يمكن أن يعزز الإنتاجية؛ داعية إلى تقليص عدد ساعات العمل الإجمالي.
وأشارت الدراسة التي قام بها مؤتمر النقابات العمالية في المملكة المتحدة «TUC» إلى أنه على رغم أن العمال المتفرغين في إيرلندا لديهم أقصر أسبوع عمل، إلا أنهم كانوا أيضاً أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي إنتاجية، أما العمال المتفرغون في المملكة المتحدة فلديهم أطول أسبوع عمل، لكنهم كانوا أقل البلدان إنتاجية.
وقد تم خلال الدراسة قياس الإنتاجية على أساس الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة؛ ومقارنة ذلك بين خمس دول أوروبية، هي «إيرلندا، بريطانيا، إيطاليا، هولندا، بلجيكا» وقد جاء الإيطاليون في المرتبة الثانية، بعد إيرلندا، إلى جانب هولندا وبلجيكا لأدنى ساعات العمل في أوروبا، ولكنهم كانوا أيضاً أقل إنتاجية بنحو 30%.
ورغم أن أسبوع العمل المنخفض في إيطاليا ارتبط بتدني الإنتاجية، لكن الدراسة قالت إنه لا يجب التسرع في الحكم على الإيطاليين، فبينما تتضاءل إنتاجيتهم مقارنة بالنتائج التي شوهدت في هولندا وبلجيكا، إلا أنها متوسطة إلى حد ما عندما ننظر إلى دول أوروبا بشكل عام وعلى النطاق الأوسع.
وتأتي هذه الدراسة في وقت أظهرت فيه دراسة تجريبية أجرتها شركة نيوزيلندية العام الفائت، تعزز النتيجة التي توصلت إليها تلك الدراسة، وتم خلال الدراسة النيوزيلندية منح الموظفين 3 أيام عطلة أسبوعية، والعمل 4 أيام بدلاً من خمسة، مع الالتزام بساعات العمل وكل المزايا والشروط، وخلصت تلك الدراسة إلى أن الشركة حققت زيادة في الإنتاجية بنسبة 20 بالمائة بعد تخفيض أيام العمل من 5 إلى 4 أيام في الأسبوع.