الأمنيات وحدها لا تكفي

يحكى أن راعياً فقيراً كان يحلم ويتمنى أن يصبح تاجراً غنياً، وكان يحدث أهله وأصدقائه بأمنياته ويرسم لهم الخطط والأمنيات ويتخيل أنه أصبح غنياً بالفعل، وقد استطاع هذا الراعي خلال فترة طويلة من عمله في رعي الغنم، جمع كمية من السمن في جرَّة وعلقها في كوخه، بانتظار أن تحين له فرصة لأخذها إلى السوق وبيعها.
وبينما هو ذات يوم جالس في كوخه عند غروب الشمس، وهو متكىء وبيده عصاه يتكئ عليها ويشير بها يمنة ويسرة، أخذ يفكر بما يعمله فيما اجتمع عنده من السمن ويحلم ويتمنى ويسرح مع خيالاته، فقال في نفسه: سأذهب به غدا إلى السوق وأبيعه وأشتري بثمنه نعجة حاملا، فتضع لي نعجة أخرى ثم تكبر وتلد لي مع أمها نعاجا أخرى، وهكذا إلى أن يصير عندي قطيع كبير، ثم أتخذ لي أجيرا يرعى غنمي وأبني قصرا عظيماً.
وراح يغرق في الخيال والأمنيات أكثر، فقال: وسوف أتزوج فتاة جميلة وأنجب منها عشرة أولاد ومتى كبر أولادي أحضر لهم معلمين يعلمونهم القراءة والكتابة، وآمرهم بطاعتي واحترامي، فإن لم يفعلوا ضربتهم بهذه العصا.
ورفع يده بعصاه فأصابت الجرة فكسرتها وسقط السمن على رأسه وثيابه، وطار التخطيط وضاعت الأحلام والأمنيات سدى، فحزن لذلك حزنا عظيما وقال: هذا جزاء من يصغي إلى تخيلاته.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA