لا تكن لطيفا أكثر من اللازم‏

إذا كنت «لطيفاً أكثر من اللازم» فعليك بقراءة كتاب «لا تكن لطيفاً أكثر من اللازم» لمؤلفه ديوك روبنسون، والذي يحلل شخصية الأشخاص اللطفاء أكثر من اللازم بالقول: إذا كنت تحاول دائما أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون‏,‏ وتحرص على الا تؤذي مشاعرهم‏,‏ تسارع إلي مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقاتهم حتى لو أثاروا غضبك؛ إذن أنت شخص لطيف وتحب وتحرص على أن يصفك الناس هكذا‏.
مع ذلك إذا أمعنت التفكير في سلوكياتك «اللطيفة» ستكتشف أنها في كثير من الأحيان سلوكيات «انهزامية» كأن تقول «نعم» حينما كان ينبغي أن تقول «لا»‏,‏ أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضبا‏,‏ أوتلجأ للكذب لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين‏,‏ وقد تتحمل أعباء فوق طاقاتك حتى لا تحرج شخصا عزيزا عليك‏.
أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقة سلبية على نفسيتك وعملك وعلاقاتك الاجتماعية‏.
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها من يتسم باللطافة الزائدة هي النزعة إلى الكمال مما يفرض ضغوطا كبيرة عليه‏,‏ ويتطلب مجهودا مضنيا منه لإثبات الذات‏,‏ والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه‏,‏ فضلا عن الإرضاء الدائم للآخرين‏.
وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان - بمعنى الاقتناع التام - أنه لا يوجد أحد كامل وتقبل نواحي القصور لديك‏، ‏يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لحيازة قبول الآخرين‏.‏
وبجانب النزعة للكمال، هناك أخطاء أخرى يقع فيها الناس اللطفاء بشكل يومي منها‏ ‏القيام بالتزامات أكبر من طاقتك‏، ‏عدم قول ما تريد لأنك تعتقد أنه غير مناسب اجتماعيا‏,‏ أو لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيف‏,‏ أو تخشى الرفض أو لا تريد أن تسبب حرجا لمن تحب‏، ‏وفي كل الأحوال فإن عدم الإفصاح عن مشاعرك ومتطلباتك وكبت ما تريد في سبيل الآخرين سيؤدي بك إلى المرض النفسي والعضوي كما قد تتبدد ملامح شخصيتك‏.‏
أيضاً قد يدفعك لطفك الزائد إلى ‏التهرب من الحقيقة، فإنك كثيرا ما تتهرب من قول الحقيقة حتى لا تحرج الآخرين ولكن ذلك لا يفيدك ولا يفيدهم‏.
إن التخلص من الأخطاء البسيطة السابقة لا يعني إطلاقا التوقف عن أن نكون لطفاء، بل فقط تساعدنا على ترشيد المجهود الإضافي المبذول للحفاظ على التعامل بلطف في كل الأوقات والذي كثيرا ما يأتي علي حساب أعصابنا وراحتنا‏.
‏أما إذا كنت لا تعاني من كونك «لطيف أكثر من اللازم» ومازلت تبحث عن وسيلة لتكون لطيفا فعليك قراءة كتاب «كن لطيفا وإلا» لوين كلايبوف.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA