يعد تأهيل الأفراد ذوي الإعاقة لاستخدام وسائل وتقنيات المعلومات الإلكترونية مطلباً ملحاً بشكل كبير؛ لما تعانيه هذه الفئة من صعوبات سواء على مستوى البنية التحتية للبيئة الإلكترونية أو نوعية الخدمات التي تقدمها المواقع وتوافقها مع متطلباتهم.
نعرض فيما يلي مجموعة من النقاط الهامة لتهيئة البنية التحتية لمصادر التعلم والتعامل الإلكتروني التي يجب أن يتم تهيئتها لذوي الإعاقة في التعليم العالي والتي تتمثل في التطبيقات الإلكترونية لتعليم ذوي الإعاقة.
إن تطبيقات التعليم الإلكتروني لذوي الإعاقة متنوعة وتعكس تنوع الحاجات التعليمية الخاصة المتباينة للطلبة من ذوي الإعاقة، وتشمل المقررات الإلكترونية المفعلة لذوي الإعاقة نقلة تعليمية نوعية في تهيئة الأفراد ذوي الإعاقة، ولا يتم ذلك إلا بمراعاة المبادئ التالية في منظومة التعلم الإلكتروني.
- عضو هيئة التدريس: يجب أن تتوافر في عضو هيئة التدريس المنوط به تقديم مقرره لذوي الإعاقة شروط معينة، أبرزها معرفة كافية باستخدام الحاسب والإنترنت، ومعرفة بإمكانات نظم إدارة المحتوى الإلكتروني، وأن يكون على دراية بدوره كموجه ومرشد أثناء عملية التعلم، وعلى دراية بطبيعة الإعاقات التي يتعامل معها، وبمعايير التصميم التربوي لمقررات ذوي الإعاقة، وأن تكون لديه قدرة على استخدام وسائل الاتصال المتزامن وغير المتزامن، وقدرة على وضع المحتوى الإلكتروني بما يتضمنه من أنشطة وأدوات للتواصل، ووضع اختبار إلكتروني متوافق مع طبيعة كل إعاقة، ويجب أن يكون لديه اتجاه إيجابي نحو التعلم الإلكتروني، واتجاه إيجابي نحو الطلاب من ذوي الإعاقة.
- المقرر «المادة التعليمية»: تعتبر طبيعة المادة التعليمية التي يتم تحويلها إلى مقرر إلكتروني حلقة هامة في سبيل تحقيق التوظيف الكامل، ويجب أن يحقق التكامل بين الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية في جميع المستويات، ويعزز توظيف الوسائط المتعددة مع مراعاة اعتبارات كل إعاقة، ويكفل المشاركة النشطة والتفاعل في عملية التعليم، وترابط المحتوى والأنشطة التعليمية لتحقيق الأهداف، ويتمتع المحتوى التعليمي بالصدق والسلامة، وأن يكون مصممًا لتحقيق النمو الشامل لذوي الإعاقة وفق أهداف المادة التعليمية.
- بيئة التعلم: تمثل الإمكانات المادية والبشرية جزءًا هامًا من منظومة التعلم الإلكتروني لذوي الإعاقة، ويجب أن يتوافر بها بنية تحتية بما تشمله من أجهزة خاصة بذوي الإعاقة وإمكانات اتصال بالإنترنت، والبرمجيات التعليمية والبرامج المساعدة كبرامج قراءة الشاشة وبرامج ترجمة الإشارة، ونظم الأمن والسلامة باستخدام الشبكات التعليمية الخاصة، وفريق دعم تقني لحل المشكلات التقنية، بالإضافة إلى توفير معامل مجهزة بإمكانات الوصول المادي لذوي الإعاقة، وتوفير فريق خاص بالمتابعة والتوجيه، وانتقاء بيئة تعلم إلكتروني مرنة في التصميم، وإتاحة الاستفادة من المحتوى الإلكتروني في المؤسسة التعليمية أو في المنزل.
- وسائل التقويم: يجب أن تكون مبنية وفق أسس تربوية صحيحة تقيس الأداء الحقيقي للمتعلم، وأن تتنوع أساليبها لقياس الجوانب المختلفة للمتعلم من معرفية ومهارية ووجدانية، بحيث تقيس أساليب التقويم مستويات التعلم المختلفة، بالإضافة إلى توفير بنوك للأسئلة ونماذج للإجابة لتدريب المتعلم، على أن تتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات، وتوفر مستويات متعددة للتقويم، ويجب أن توفر وسائل التقويم تغذية راجعة بما يتلاءم مع طبيعة التقويم الحالي، وتقدم تقارير فورية للأداء، وتوفر سجل أداءً لكل متعلم يمكن مراجعته، على أن تراعى استجابة كل متعلم حسب إعاقته.
برنامج الوصول الشامل
إضافة تعليق جديد