استكمالاً لما تم عرضه في الجزء السابق فسوف نعرض لتهيئة المواقع الإلكترونية لتقديم الخدمات لذوي الإعاقة لتهيئة البنية التحتية لمصادر التعلم والتعامل الإلكتروني التي يجب أن يتم تهيئتها لذوي الإعاقة في التعليم العالي.
إذا كانت شبكة الإنترنت تقدم الكثير للمستفيدين الذين لا توجد لديهم إعاقة، فإنها تعتبر بحق من أفضل التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة للتواصل والتفاعل مع المجتمع وأفراده ومؤسساته، حيث أتاحت للمعوقين عدة فرص لا تتوفر من خلال أي وسيلة أخرى.
ورغم الإمكانيات العظيمة لاستخدام الويب لذوي الإعاقة، فإن هذه الإمكانيات ما زالت غير مفعلة بشكل كافٍ، كمثال، بعض المواقع لا يمكن أن يتم تصفحها إلا باستخدام الماوس فقط، ونسبة كبيرة من الفيديوهات لا يتم تشغيلها إلا إذا كنت ترى وتستطيع التحكم بالماوس ومحتوى الوسائط المتعددة غير متاح ترجمتها للصم.
يجب إتاحة الخدمات الإلكترونية لتقديمها مباشرة للأفراد ذوي الإعاقة والوصول لها من أي مكان لتيسير الخدمة لهم، وفي هذا الإطار لا يشمل هذا المفهوم الأفراد ذوي الإعاقة فقط، ولكن يشمل كبار السن والسيدات الحوامل وما إلى ذلك، ولتطبيق مبادئ قابلية الوصول للويب يجب أن تضع المؤسسات الحكومية ومراكز المعلومات التابعة لها عند تصميم مواقعها وبوابتها الإلكترونية الاعتبارات التالية:
أولاً: قابلية الوصول لقالب الموقع: وهي تمثل التنظيم المنطقي للوصول للمعلومات والخدمات والمواد من خلال القوائم والإطارات والنماذج والجداول.
ثانياً: قابلية الوصول للمحتوى: وتعني إمكانية الوصول إلى البيانات والمعلومات التي يهدف إليها الموقع، سواء كانت هذه البيانات في قالب نص أو صورة أو لقطة فيديو أو صور متحركة.
ثالثاً: التوافق مع متصفحات الويب: وهذا يعني إمكانية تصفح الموقع الإلكتروني من خلال متصفحات الويب المختلفة دون اختلاف في شكل العرض أو حدوث مشكلات في المحتوى.
رابعاً: التوافق مع التقنيات المساعدة: بمعنى إمكانية الوصول للخدمات والمحتوى دون أخطاء من خلال استخدام برمجيات قراءة الشاشة أو أجهزة التفاعل الإلكترونية مع المعاقين مثل لوحة المفاتيح البديلة أو جهاز البريل سينس «Braille Sense» الخاص بذوي الإعاقة.
لذا فمن الضروري أن تسعى المؤسسات الحكومية إلى قابلية الوصول للمواقع الإلكترونية لديها، وتهيئة مواقعها وخدماتها لسهولة الوصول لذوي الإعاقة، حيث يتم التنظيم المنطقي لهيكل الموقع والذي يعمل بدوره على سهولة الوصول للمعلومات والخدمات والمواد من خلال القوائم والإطارات والنماذج والجداول، كما يوفر ذلك التركيز على محتوى الموقع بشكل أفضل، مما يجعل الموقع ومحتوياته أكثر وضوحًا لمحركات البحث، بما في ذلك جوجل، وياهو، وبينغ.
ويتم تنظيم هيكل الموقع والتركيز على الوصول لمحتواه من خلال اتباع مجموعة من المعايير القياسية والتي عملت على وضعها منظمة «W3C» العالمية، حيث تعمل بالاشتراك مع حوالي 350 من المنظمات المهتمة في مجال الويب لوضع معايير قابلية الوصول وتطويرها من خلال تلك الشركات.
برنامج الوصول الشامل
إضافة تعليق جديد