للتفوق الدراسي وتحصيل الدرجات المتميزة أهمية لا نستطيع إنكارها، ولكن التفوق الدراسي وحده لا يكفي، فالطالب في الفترة الحالية ومع التطورات السريعة والمتلاحقة أصبح بحاجة إلى استثمار قدراته الكامنة في مختلف الجوانب إلى جانب الدراسة، وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون تفوقه في مجال مختلف تماماً عن مجال تخصصه.
فمثلاً، قد يعمل طالب في مجال الأندية الطلابية التخصصية أو العامة والتي لها دور مهم وبارز في تطوير شخصيته، وإكسابه العديد من المهارات كالالتزام بالوقت ومهارات العمل ضمن فريق، ومهارات القيادة، وغيرها، كما أن لحضور الدورات التدريبية تأثير في تطوير شخصية الطالب أيضاً.
وقد يأتي طالب آخر ليبدع ويطور نفسه من خلال ممارسة تخصصه في عدة مجالات كالعمل على نشر التوعية بأهمية التخصص بشتى الطرق التي يُفضلها، فقد يعمل أحدهم على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في تثقيف المجتمع بأهمية التخصص وما يقدمه من خدمات يغفل الكثير من أفراد المجتمع عنها، إما عن طريق نشر مقاطع فيديو أو رسوم توضيحية وغيره، وهذا يعتبر من إحدى طرق الاستثمار الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي!
ويعمل البعض على الاستفادة من الإجازة الصيفية ويعمل في مجال مغاير ومختلف تماماً عن مجال تخصصه واكتساب خبرة جديدة، أو يلتحق بتدريب صيفي على سبيل المثال، وعلى غرار الأمثلة السابقة يجب النظر إلى الكم الهائل من الفرص التي يقدمها المجتمع لأفراده بشكل عام، وما تقدمه الجامعة لمنسوبيها بشكل خاص ومحاولة الاستفادة من هذه الفرص والبحث عنها دوماً.
مثل هذه التجارب تعود بفوائد عديدة على الفرد أبرزها اكتساب خبرات مختلفة وجديدة، والحصول على علاقات اجتماعية جديدة، واكتشاف مهارات وقدرات جديدة كامنة في شخصية الفرد، إضَافة لاكتشاف العيوب في الشخصية ومحاولة تفاديها لاحقاً. كما أنها تمنحه تجربة بيئة عمل مختلفة كُلياً عن بيئة الدراسة، مع الأخذ بالاعتبار أن التجارب المختلفة تجعل الفرد يستطيع التمييز بين بيئات العمل المختلفة ومجالات العمل التي تلائم شخصيته والتي لا تلائمها.
إن هذه التجارب قد تضيف للفرد مهارات لا تستطيع الدراسة وحدها أن تقدمها لهم، وقد تكون سبباً لحصوله على وظيفة بكل سهولة عند تخرجه مستقبلاً!
أماني اليامي
خدمة اجتماعية
إضافة تعليق جديد