جامل بحدود

المجاملة تقليد اجتماعي إيجابي يسهم في تحسين العلاقة بين الناس، ويقصد بها تلطيف الكلام واختيار العبارات والألفاظ الرقيقة دون خروج عن مقتضيات العرف الاجتماعي السائد في المجتمع، وتلعب المجاملات دوراً كبيرا في تقوية واستمرار العلاقات الاجتماعية سواء كانت علاقة صداقة أو قرابة أو زمالة أو زواج.
خبراء العلاقات الاجتماعية يحذرون من المبالغة في المجاملات لكيلا تخرج عن إطارها وتؤدي عكس هدفها تماما، وتؤذي الشخص الذي يستقبلها نفسيا، وبينوا أنه رغم أن النساء يفضلن سماع كلمات الإطراء التي تؤكد رشاقتهن، إلا أن مسألة الوزن من الأمور الحساسة التي لا يجب التطرق إليها خاصة عند الحديث مع المرأة.

وفي كل الأحوال فإن المجاملة يجب أن تكون في إطار السلوك الإيجابي بين الناس لتحسين العلاقة بينهم، ولكن في حدود العلاقات الاجتماعية المتعارف عليها بين الناس ودون الخروج عن مقتضيات العرف الاجتماعي السائد في المجتمع حتى لا تتحول إلى تجاوز شخصي يؤدي إلى شكل من أشكال الخصومة بين الناس.
وهناك خيط رفيع يفصل بين المجاملة وبين النفاق أو الكذب، ولكن على الرغم من ذلك، فإن الشخص المجامل، حتى وإن اتصف بصفة الذكاء الاجتماعي، فهو قد يقع دون قصد في مربع الكذب أو المبالغة مما ينعكس سلبيا على صورته أمام الآخرين، لذلك يجب أن تبقى المجاملة في حدود، وأن لا تزيد عن الحد المطلوب كيلا تتحول إلى تملق ونفاق وهذا مرفوض.
الحكم على أداء الشخص يكون على أساس كفاءته وإنتاجيته في العمل وليس على قدرته في التملّق، لأن وصول مثل هذه الشخصيات إلى مبتغاها يعود بالضرر على مصلحة العمل. كما أن سبيلنا الوحيد للخلاص من هذا السلوك هو تربية أبنائنا وتنشئتهم وفق سلوك ومعطيات تعتبر أن العمل والكفاءة الإنتاجية هما الطريق للتقدم والنجاح وليس التملق والنفاق.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA