يتبادل الطلاب تجاربهم بعد التخرج من الثانوية في بيئات جديدة، والحكايات التي تعتبر أكثر تشويقًا تلك التي تأتي من بيئة مغلقة مثل الكليات العسكرية والأربعين يومًا، والتي يتندر بها البعض كفترة «نفاس تعليمي»، وما يهمنا هنا في بيئتنا الجامعية هو أي حكايات نغرسها في أذهان الطلاب؟ وهل هناك من تشويه لنفسية هذا الطالب والطالبة عند التخرج والتعامل مع الحياة بنظارة سوداوية!
أعتقد أن بيئتنا ليست بيئة ملائكة ويجب أن تسود فيها روح النظام حتى لا يظلم الطالب من شخصية سوداوية في سلك التعليم، وأعتقد أيضًا أن سجلات الإرشاد الاجتماعي والنفسي وحتى ملاحظات الإرشاد الأكاديمي تحمل في طياتها الكثير من تلك القصص التي يعاني الطالب من عقليات تعاقب على خطأ طلاب دون تقديم الصواب.
من خلال تجربتي التي تجاوزت العقود الثلاثة في العمل الأكاديمي كنت أقترح على الطلاب أنهم في بيئة تقبل أن يخطئ الطالب أكاديميًا ومهنيًا وليس أخلاقيًا، ولذا فالعقاب الأكاديمي والمهني يجب ألا يرقى لمستوى العقاب القيمي والأخلاقي، بل بالعكس يعطى مساحة أكبر حتى ينضج في ميدان التخصص وبروح متسامحة وليس خزان تشاؤم وحقد يصبها على المجتمع بعد التخرج.
والسؤال هنا: هل بيئة الجامعة بحاجة إلى علاج من هذه التشوهات الأكاديمية؟ ومن الطبيب المعالج؟ وهل هو مدمن تشويه أم من ضحاياه؟!
نافذة
حكايات تشويه بيئة الجامعة
د. فهد بن عبالله الطياش
إضافة تعليق جديد