يعرف اضطراب التوحد بأنه اضطراب نمائي عصبي يظهر في مراحل الطفولة المبكرة من الميلاد وحتى 8 سنوات من حياة الطفل، ويظهر في مجالين من مجالات النماء هما: التفاعل والتواصل الاجتماعي، والأنماط السلوكية والاهتمامات والأنشطة المحدودة والنمطية والمتكررة، والتي تظهر عبر مجموعة من الأعراض التي تستخدم في تشخيصه وخدمته... وتعتبر متلازمة أسبرجر من طلاب التوحد الفئة التي تتمتع بقدرات خاصة الأكثر انتشاراً بين طلاب الجامعات مقارنة بغيرها من فئات التوحد.
وعلى أعضاء هيئة التدريس الأخذ بالاعتبار أن الأفراد ذوي اضطراب التوحد يعانون من صعوبات في التواصل، مثل الرد بشكل غير صحيح أثناء المحادثات، أو إساءة فهم التفاعلات غير اللفظية، أو مواجهة صعوبة في تكوين الصداقات التي تتناسب مع مراحلهم العمرية. علاوة على أنهم يعتمدون على الروتين بشكل مبالغ فيه، أو لديهم حساسية كبيرة تجاه التغيرات التي تطرأ على بيئتهم، أو ينصب تركيزهم على عناصر غير مناسبة بشكل أكبر من اللازم، ونلاحظ أن الأعراض الظاهرة على المصابين بالتوحد تتفاوت بشكل كبير، فمثلاً هناك بعض الأفراد تظهر عليهم أعراض متوسطة بينما تظهر على آخرين أعراض أكثر حدة. ويمكن للطلاب المصابين بالتوحد العمل على تطوير الكثير من المهارات العملية، ورغم ذلك لا يمكنهم في الغالب تحمل دوامة الحياة اليومية، ولديهم القدرة على أن يعيشوا حياة كاملة وأن يقدموا إسهامات هامة في البيئة المحيطة بهم.
ومن المحددات المترتبة على وجود اضطراب طيف التوحد لدى أفراد التوحد ضعف مهارة التواصل غير اللفظي، مثل قلة استخدام تعبيرات الوجه، والحديث على وتيرة واحدة، واستخدام إشارات محدودة وغير مناسبة، وصعوبة في فهم التعبيرات اللفظية وغير اللفظية للآخرين. إضافة إلى ضعف مهارات التنظيم، والفوضى وضعف التنسيق، والميل إلى الأنشطة المتكررة، وقوة التعلق بأغراض معينة والشعور بالانزعاج عند تغيير أماكن وجودها، ومواجهة صعوبة مع الأفكار والمفاهيم المجردة.
ومن السلوكيات الشائعة لديهم اختلاف في نظرات العين، مثل عدم النظر إلى أعين الآخرين وفهم الإشارات البصرية، وعدم الانتباه إلى احتياجات المستمع، وضعف التواصل والتفاعل مع الآخرين، ولديهم خصائص لغوية غير معتادة مثل التطويل الزائد في الكلام أو الجمل الضمنية أو تعثر الصياغة، وعادة ما تعتمد اهتماماتهم ومهاراتهم الخاصة على ذاكرة روتينية ممتازة.
ومن التكييفات التعليمية التي يجب على عضو هيئة التدريس عند تدريس الطلاب ذوي اضطراب التوحد توفير اختبارات بديلة، وتمديد زمن الاختبارات، وإعداد بيئة أقل تشتيتًاً للانتباه من أجل الاختبارات، وتقليل أعباء المناهج الدراسية، وتمديد الزمن اللازم لتنفيذ المهام، واستخدام ملاحظات قاعة المحاضرات وبرنامج تدوين الملاحظات أو جهاز التسجيل من أجل المحاضرات، وتوظيف استراتيجيات التدريس المناسبة وإعداد أشكال التغيير في الروتين أو البيئة المحيطة، والاستعانة بالإشارات اللفظية والوسائل البصرية الواضحة والإشارات الجسدية. وتجنب الأفكار المجردة قدر الإمكان، واستخدام الإشارات البصرية كوسيلة مساعدة، وتجنب الأسئلة المبهمة، مثل «لماذا فعلت ذلك؟»، والبعد عن الأسئلة المقالية المركبة حيث إن الطلبة نادرًا ما يتمكنون من تحديد القدر الكافي من الكلام ولا يعرفون إذا ما كانوا قد أجابوا عن السؤال بشكل صحيح أم لا؟ والعمل على تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة أو عرضها بأكثر من طريقة مثل الطريقة البصرية واللفظية والجسدية، والبعد عن المبالغة في الأوامر اللفظية، والاستعانة بالكتابة في حالة استخدام الطلبة للمناقشات والأسئلة اللفظية المكررة، وجعل الطالب يكتب الأسئلة ثم يكتب الإجابة، وكتابة الكلام أو الأسئلة بنفسك بدلاً منه ثم اطلب منه أن يكتب الإجابة..
برنامج الوصول الشامل
إضافة تعليق جديد