شكر النعم

من المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم، والشكر قيد النعم، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم زالت وربما نزلت العقوبات العاجلة قبل الآجلة.
والنعم أنواع منوعة، تشمل نعمة الصحة في البدن والسمع والبصر والعقل وجميع الأعضاء، وأعظم النعم نعمة الدين والهداية والاستقامة، وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب حتى أبان لعباده دينه العظيم، ووضحه لهم، ثم وفقك أيها المسلم وهداك حتى كنت من أهله.
هذه النعمة العظيمة يجب أن نشكر الله عليها غاية الشكر، وإنما يعرف قدرها وعظمتها من نظر في حال العالم، وما نزل بهم من أنواع الكفر والشرك والضلال، وما ظهر بين العالم من أنواع الفساد والانحراف والأمراض، وكذلك ما ابتلي به الكثير من البدع والخرافات وأنواع الضلال والمعاصي، وإنما تعرف النعم وعظم شأنها وما لأهلها من الخير عندما يعرف ضدها في هذه الشرور الكثيرة وما لأهلها من العواقب الوخيمة.
وعلينا أيضا شكر النعم الأخرى غير نعمة الإسلام مما يحصل للعبد من الصحة والعافية وغير ذلك من نعم الله عز وجل الكثيرة كالأمن في الوطن والأهل والمال، والشكر حقيقته أن تقابل نعم الله بالإيمان به وبرسله، ومحبته عز وجل والاعتراف بإنعامه، وشكره على ذلك بالقول الصالح والثناء الحسن، ومحبته سبحانه وتعالى والتزام ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، كذلك اتقاء الشبهات ومواضع الشك والريبة، وطاعة ولاة الأمر والبعد عن كل ما يثير الفتنة والفرقة.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA